لم تعرف السينما المصرية في بداية إنتاجها أفلاما رعب بالمعنى المتعارف عليه الآن، حيث كان اختراع السينما بالنسبة للكثيرين رعبا في حد ذاته، ولعلنا نراجع موقف الجمهور الذي ترك دار العرض البدائية عندما شاهد قطارا يأتي نحوه من الشاشة.

جاء يوسف بك وهبي في سنة 1945 بـ “سفير جهنم” الذي يصنفه أغلب النقاد أقدم فيلم رعب مصري، ويتحدث الفيلم عن أسرة مصرية بسيطة فقيرة يتمكن الشيطان المتجسد في شخصية أنسي (يوسف وهبي)، من السيطرة على الأسرة بالمال والشباب الدائم إلى أن تتفتت الأسرة، وهي صورة من أسطورة فاوست، التي تناقلتها السينما العالمية بل والدراما العربية أيضا وآخرها كان في مسلسل “ونوس”.

ثم أتت محاولات هزلية من جانب إسماعيل ياسين خصوصا في فيلمي “حرام عليك” 1953، و”إسماعيل يس في متحف الشمع” 1956، حيث قابل إسماعيل يس في الأول مومياء أشبه بشبح “فرنكشتاين”، وفي الثاني قابل مجموعة من التماثيل التي دبت فيها الروح في متحف الشمع.

في الستينيات عرفت السينما المصرية تجربة جادة في “القصر الملعون” لمحمود المليجي ومريم فخر الدين سنة 1962، أما في السبعينيات فلا تذكر الذاكرة السينمائية لأغلب النقاد أفلاما تنتمي إلى هذا الصنف.

المخرج محمد شبل كان أول المبادرين لصناعة فيلم رعب في الثمانينيات، ففي أول سنة منها قدم فيلمه “أنياب” ويحكي الفيلم عن علي ومنى الذين تتعطل سيارتهما أمام فيلا مهجورة، يدخلانها طلبًا للمساعدة فيصدمان بالديكورات الغريبة وسلوك أصحابها المريب، إلى أن يكتشفان أن صاحبها هو دراكولا مصاص دماء، والمدهش أن من قام بالدور هو المطرب الشعبي الكبير أحمد عدوية الذي كان في أوج شهرته.

“الإنس والجن” للنجم عادل إمام ويسرا وعزت العلايلي كان علامة فارقة في تاريخ أفلام الرعب المصرية، لأنه الأول من نوعه الذي دخل في عالم الجن وليس الأشباح أو الشيطان، في حين كان فيلم “التعويذة” لمحمود ياسين هو ثاني أشهر أيقونات أفلام الرعب المصرية.

في أواخر الثمانينيات كانت هناك محاولات لاستثمار فيلمي “الإنس والجن” و”التعويذة”، فصنع المخرج أحمد الخطيب فيلما بعنوان “البيت الملعون” لسمير صبري وماجدة الخطيب، وقدم يس إسماعيل يس فيلما آخرا بعنوان “عاد لينتقم” من بطولة عزت العلايلي وإيمان ورجاء الجداوي، إلا أنهما لم يلقيا النجاح المطلوب.

ابتعد السينمائيون عن أفلام الرعب في حقبة التسعينيات لتعود مرة أخرى في الألفية الجديدة مع “كامب” سنة 2008 للمؤلف هيثم وحيد والمخرج عبدالعزيز حشاد، وقام ببطولته مجموعة من الممثلين الذي كان أغلبهم يظهر في السينما لأول مرة، إلا أن الفيلم لقى نجاحا كبيرًا، وعلمت “عرب لايت” أن الجزء الثاني من “كامب” في الطريق.

“كامب” فتح الباب لمغامرات شبابية سينمائية جديدة من أفلام الرعب، مثل “وردة” و”الدساس” لكنها لم تلق نجاحا يذكر.