في منطقة العتبة تعلو أصوات البائعين. يقف الشباب على باب شارع عبدالعزيز يمسكون هواتف قديمة للبيع، ويسألونك دائماً عن هاتفك الذي تحمله “بايع؟”.
في منطقة العتبة مئات الألوف من البشر، ومليارات من الأموال. لكل هنا اختصاصاته. فمنطقة “الرويعي” لتجارة التحف والنجف ومستلزمات العرائس وسبوع المواليد حديثاً. وشارع “عبد العزيز” فهي للهواتف والأجهزة الكهربائية. أما شارع محمد علي فهو للآلات الموسيقية ومواد وآلات الزنكوغراف. و”المناصرة” فلتجارة الأخشاب. في “الأزبكية” سور للكتب القديمة والنادرة، وإلى جوارها يفترش العديد من الباعة ملابس بأسعار مناسبة.
في “العتبة” مرفق للمطافيء ومركز كبير للبريد، وقسم شهير وغيرها.
كانت منطقة العتبة ملهمة للعديد من الفنانين والأدباء الذين ذكروها فيما عندهم من أعمال، سواء كانت روايات أو أفلام سينمائية، أو أغاني.
العتبة الخضراء
يعتبر فيلم “العتبة الخضراء” من أهم الأفلام التي قدمها إسماعيل ياسين مع المخرج فطين عبدالوهاب، وفيه أقنع النصاب (أحمد مظهر)، الريفي الساذج (إسماعيل ياسين) بأن ميدان العتبة بكل محتوياته ملك له، وبالفعل باعها له بمساعدة (صباح).
جزاز
في 1969 قدم المخرج الكبير نيازي مصطفى وفنان الكوميديا العظيم فؤاد المهندس فيلما كوميديا خفيفا بعنوان “العتبة جزاز”، وفيه يزاول أفراد إحدى شبكات التجسس نشاطهم في أحد الملاهي ويرأسها عباس الذي لا يرتاح لعميل المنظمة ماكس (فؤاد المهندس)، فيتآمر عليه ويدبر من اجل قتله. وفي نفس الوقت تجند أجهزة الأمن هدى (شويكار) مساعدة عباس لصالحها، وبعد فترة يتردد عبد الحفيظ الشبيه بماكس علي الملهي فيعتقد أفراد الشبكة أنه لم يمت، وتستغل أجهزة الأمن ذلك الشبه، فيطلبون من عبد الحفيظ التمادي في تمثيل دور ماكس حتي يقفوا على أسرار الشبكة وتحركاتها.
هذا الفيلم كتب له السيناريو عبدالمنعم مدبولي، وفيه أغنية رقصت عليها شويكار في بداية الفيلم، بل غنتها أيضاً في عدد من مواضعه، ولكن ربما لا يعرف كثيرون أن أصل الأغنية ليست لشويكار بل لفرقة اسمها “الثلاثى المرح”، وأنها ألحان الموسيقار الكبير علي إسماعيل.
مسلسل
العتبة كانت حاضرة كذلك في مسلسل عرض سنة 2011 بعنوان “العتبة الحمرا”، وكان من بطولة مي كساب وعزت أبو عوف ولطفي لبيب وأحمد الدمرداش ومحمد شاهين وحسام فياض وإيناس كامل وهناء الشوريجي وحنان سليمان وإنعام سالوسة، تأليف فداء الشندويلي وإخراج محمد الرشيدي.
ودارت أحداث المسلسل في إطار اجتماعى كوميدي حول “بوابة” تعمل فى إحدى العمارات الكبرى بالقاهرة ومن خلال مهنتها تتعرف على الكثير من السكان وتستغل بعضهم لصالح خدمتها.
أديب نوبل يكتب “العتبة الخضراء” أيضاً
لنجيب محفوظ أعمال عديدة لم تر النور؛ من بينها رواية بعنوان “العتبة الخضراء”، رصد فيها محفوظ تصوره عن الشخصيات والمارة والباعة في هذا الميدان العريق، وقام أديب نوبل بتسليم مشروع الرواية للكاتب عبدالرحمن الشرقاوي، الذي أعجب بها كثيرًا وقرر أن يصيغها في “سيناريو” مسرحية.
لكن الشرقاوي انشغل عن الرواية التي فُقدت وسط أوراقه، وحاول كبار الكتاب أن يصلوا إليها ولكن دون جدوى.
رواية أجنبية
“العتبة الخضراء” هي ثاني روايات الكاتب البريطاني الشهير جون باخن، وعلى الرغم من أن أحداثها بعيدة تماما عن الميدان، إلا أن باخن يقدم ريتشارد هاناي (شخصيته الأسطورية التي أفرد لها سلسلة من الروايات) تخوض مغامرات في عدة دول إسلامية، أثناء الحرب العالمية الأولى، كان من المفترض أن تكون مصر من بينها.
الرواية كتبت في لندن عام 1916 بالمناسبة، أي وقت أن كانت مصر مستعمرة بريطانية.