كشفت مجلة “نيتشر أسترونومي” لأبحاث الفلك، عن نجاح باحثون من الولايات المتحدة الأمريكية، في رصد أبعد نجم في الكون يسطع على بعد تسعة مليارات سنة ضوئية عن الأرض، شوهد في الفضاء باستخدام تلسكوب عادي لوكالة الفضاء الأمريكية “ناسا”، يطلق عليه اسم “هابل”.
ويفوق النجم العملاق الجديد ضوء الشمس مليون مرة وحرارتها مرتين، وهو من نوع النجوم التي يطلق عليها اسم النجوم الزرقاء العملاقة، ويقع في منتصف الكون تقريبًا، أطلق عليه الفريق المُكتشف، اسم “إيكاروس”، وهو اسم لشخصية أسطورية يونانية قديمة.
ويقع النجم العملاق في مجرة حلزونية بعيدة، ويبعد ما لا يقل 100 مرة عن أي نجم تم رصده في السابق، وذلك باستثناء ما رصده البشر من ظواهر مثل انفجار النجوم التي يطلق عليها اسم المستعر الأعظم “سوبرنوفا”.
وسبق أن رصد البشر مجرات أقدم عمرًا لكن لم يسبق رصد نجوم منفردة على هذا البعد.
وكان هناك حدث كوني ساعد الباحثين صدفة في هذا الكشف، حيث إنه ووفقًا لنظرية الجاذبية العامة التي عرضها ألبرت آينشتاين، فإن كتلة كبيرة تتسبب في تقوس الفضاء، ويمكن من خلالها حزم أشعة مصدر الضوء الذي خلفها كما تفعل “العدسة”، ويستغل علماء الفضاء عدسات الجاذبية هذه على سبيل المثال لمراقبة الأجرام الموجودة خلف تكتلات المجرات.
وبينما يمكن لعدسات الجاذبية أن تقوّي ضوء الأجرام الموجودة خلف كتل المجرات عدة عشرات من المرات كما تفعل كتل المجرات نفسها، فإنّ بعض النجوم يمكن أن يكون لها بمفردها تأثير مثل العدسة، مما يجعلها قادرة على تعزيز الضوء عدة آلاف من المرات عن قوته الأصلية، لكن شريطة أن يكون النجم الموجود في الخلفية والنجم المكبر والراصد على خط واحد تماماً بالنسبة للأرض، وهذا بالضبط ما رصده الباحثون باستخدام تلسكوب “هابل” الفضائي، حيث تلألأ نجم “إيكاروس” في نفس اللحظة التي مر أمامه فيها نجم يشبه الشمس في مجرة على بعد خمسة مليارات سنة ضوئية وعزز ضوء النجم الأزرق العملاق 2000 مرة.
وباكتشاف النجم العملاق الجديد سيتمكن العلماء من تحليل كيف كان الكون، وكيفية تطور النجوم وما هي طبيعتها، والعودة بشكل شبه كامل إلى المراحل الأولى من الكون والأجيال الأولى من النجوم.