تتوجه إلى مقر عملك في موعدك المعتاد، وأنت في كامل هدوءك، على وجهك ابتسامة عريضة، تجلس إلى مكتبك، تطلب “شاي بالنعناع”، ثم تكتب استقالتك وتغادر..
بقدر ما يعتبر البعض أن الحصول على الوظيفة المناسبة هو حلم كبير، بقدر ما يعتبر آخرون، أن الفرار من الوظيفة “غير المناسبة” هو حلم أكبر.
فقد يشعر الموظف بشيء من الإجهاد في عمله لبعض الوقت، وقد يعترض على أسلوب مديره في الإدارة، وطريقة عمل أحد زملائه، ولكن أن يستمر شعوره بالإجهاد، أو أن تظل علاقته ببعض ممن حوله متوترة وغير سليمة، يعني أن هذا العمل لم يعد يناسبه، وأن الوقت قد حان للاستقالة.
وقد يغامر الإنسان بوضعه المالي حال استقالته، لكن مغادرته للعمل غير المناسب له هو أفضل خيار على المدى الطويل.
من هنا، عليه ملاحظة الأمور المتعلقة بعمله التي يختبرها يوميا والتي تشكل دلائل لضرورة استقالته:
تكره عملك وتشعر بالإجهاد
قد ينتاب الموظف شعور بالإجهاد والرغبة في النوم والبقاء بالمنزل، ولكن إذا أصبح هذا الشعور أمرا معتادا كل صباح، فهذا يعني أن هناك مشكلة.
صحيحٌ أن العمل في الأصل ليس مكان لتمضية الأوقات المرحة، لكن لا يصح كذلك أن يصبح مكانا لشعور بالقلق والإجهاد النفسي والعصبي، وبأنه غير سعيد في كل مرّة يفكّر فيها بعمله.
لا يتم تقديرك بالشكل اللائق
إذا تم تجاهل مجهودك وما قدمته لمكان عملك، خاصة إذا كنت تعمل في تلك الوظيفة لسنوات طويلة، فمن الواضح أن مديرَك أو أحد المسؤولين في الإدارة لا يقدّر مواهبك ومهاراتك.
وإذا وصلت إلى هذه المرحلة، فاعلم أن عليك البحث فورا عن مكان أفضل، يتيح لك الفرصة لأن تبدع وتزدهر، بدل إضاعة قدراتك في مكانٍ لا يعترف بقيمتك.
فلا يجوز ألا تعترف الإدارة بقدراتك وبالجهود التي تبذلها نتيجة الواجبات المفروضة عليك. عليك مغادرة الوظيفة التي لا ترى فيها أي آفاق وتحديات، وفي حال لم يعد يطلب منك أيضا أن تحضر الاجتماعات المهمة، وتم التعامل مع مقترحاتك بخفة وعدم جدية أو بالصمت والتنكر لها، عليك البحث عن فرصة عمل جديدة.
عملك يؤثر في حياتك الشخصية
إذا كنت ممن يقضون الوقت الأكبر من يومهم في العمل، حتى إنك تكف ربالعمل عند مغادرة المكتب، وتقوم بأمور متعلقة بالعمل من المنزل، فإن ذلك سوف يؤثر قطعا على حياتك الشخصية.
لذا فإن أبرز ما يدل على ضرورة الاستقالة في هذه الحالة، هو تذمر أسرتك وأصدقاءك المستمر من انهماكك في العمل ما يؤثر سلبا على علاقاتك بهم.
فالتوازن بين حياة الشخص الاجتماعية وحياته المهنية ضرورة، ففي حال أمضى الموظف وقتا أقل مع عائلته بسبب العمل، فعليه أن يستقيل ويبحث عن وظيفة أخرى.
عملك يؤثر في صحتك
في حال كانت الواجبات الملقاة على عاتق الموظف كثيرة ومضنية، وإذا كان ببعض ممن حوله مزعجين، وجو العمل غير سليم، سيكون لكلّ ذلك تأثير سلبي على الموظف، نفسيا وجسديا.
يؤدي كل ذلك إلى استحواذ الإجهاد على حياة الشخص، داخل نطاق عمله وخارجه، وتتأثر عائلته وأصدقاؤه أيضا، وهو سينسحب بالتدريج ليؤثر على صحته كذلك، وفي هذه الحالة، لا يفيد الكلام الكثير، فإذا اكتشفت أن عملك يؤثر على صحتك، استقل فورا.
تفتقد الحماس والشغف
لم تعد تستفيق في الصباح متلهفا للذهاب إلى العمل.
ذلك الشعور الذي انتابك عندما حصلت على الوظيفة، عندما فكرت بكل الاحتمالات المفتوحة أمامك والمساهمات التي ستقدمها للشركة التي تعمل بها، لم يعد موجودا أبدا. وهذه إشارة واضحة إلى أن العمل لم يعد يناسبك.
أتذكر عندما بدأت عملك هذا؟ اعتبرت أن قرارك صائب حيال الفرصة السانحة أمامك للتقدم والراتب وموقع العمل، لكن الآن تتوجه إلى العمل في كل صباح وأنت تشعر بالملل والإحباط، كأنك مهزوم أو حتى ميؤوس منك!
أعد النظر إذا كنت فعلا تريد أن تتحمل هذه الوظيفة لـ8 ساعات من الأحد حتى الخميس أسبوعيا.
مع العلم أن افتقادك للحماس، يجعلك غير مستمتعٍ بوقتك خارج العمل بسبب تذكرك لعودتك الوشيكة إليه، فالأفضل أن تستقيل حتى لا تدخل في مرحلة اكتئاب أو تعاني من أمراض متعلقة بالإجهاد أو من أي عواقب صحية أخرى لا تستحق كل هذا العناء.
منتَجات الشركة لا تهمك
إذا لم تهمك خدمات الشركة التي تعمل فيها، كيف ستنجح في عملك؟
تذكّر أن الشركات تطلب موظفين دعاة لعلامتها التجارية أي يصبحون كالسفراء لها ما يجعلها تزدهر.
فإذا كنت تعمل في مكان، يتبنى قضايا لا تهمك على الإطلاق، أو تهمك ولكن الشركة تتبنى وجهات نظر تخالف موقفك وقناعاتك، في هذه الحالة ستجد أنك مطالب بالترويج لبضاعة أنت غير مقتنع بجودتها، وهو ما سيؤثر بالتالي على أدائك وعلى استمتاعك بالعمل ويوصلك إلى مرحلة من المراحل السابقة لا محالة.
تحملك لكل مشاكل العمل
تحاول العمل على حل المشكلات التي تواجهها في العمل بشكل يومي، ولكن تلاحظ ألا حل لها أحيانا، مع كثرتها، فهذا أمر وارد، خاصة في الشركات التي تواجه عثرات في سبيل تقدمها، ولكن أن يتم تحميلك أنت وحدك أسباب هذه المشكلات واستمرارها، دون النظر لأي جوانب أخرى، فاعلم أنك في المكان الخاطئ.
فإذا كنت ممن يجتهدون في عملهم ويخلصون له، وبالرغم من ذلك، تلومك الإدارة على النكسات في العمل، وتعزو إليك كل أسباب التراجع وتبخس قيمتك وتحبطك معنويا، فغادِر وظيفتك اليوم قبل الغد.
لا تتفق مع مديرك
لا تتّفق مع مديرك، مما يدفعك دوريا إلى التفكير في الاستقالة، إذا انتابتك هذه الحالة، فابدأ بالبحث عن وظيفة أخرى.
فإذا كان مديرك غير داعم لك، فلن تكن سعيدا أبدا في عملك، ويتوجب عليك الاستقالة. ففي استمرارك مع مثل هذا المدير، لا تضرب مسيرتك المهنية وفرصك بالنجاح فحسب، بل تسمح له بأن يؤثر سلبا في صحتك.
وبالرغم من أنه من الأفضل أن تحاول إصلاح علاقتك مع مديرك، ولكن في بعض الأحيان، لا يكون أمامك خيار آخر سوى أن تحد من خسارتك في بقائك في وظيفتك معه وأن تنتقل إلى مكان عمل آخر.
لا تتطور في عملك وتشعر بالملل
إذا لم تعد تنمو أو تتعلم أي شيء جديد في عملك، فإن الوقت قد حان لأن تغادر.
فالموظف أحيانا يتجاوز بقدراته متطلبات وظيفته ولا يعود لديه أي طريقة للتعلم والتطور في عمله، أي لا فرصة في مكان عمله للتقدم والنمو، مع العلم أنه يطمح لذلك، ما يعني أن الوقت قد حان للخروج من نطاق هذه الوظيفة.
فإذا لم تتعلم وتتقدم دوريا في عملك، ستصبح مهاراتك أقل قيمة في سوق العمل مع مرور الوقت.
ما يهمك من عملك هو راتبك فقط
إذا كنت تفكر بالاستقالة يوميا والشيء الوحيد الذي يجعلك تبقى في عملك هو راتبك، فاعلم أنه حان الوقت لأن تستقيل.
فالراتب وحده لا يشكل حافزا كافيا للذهاب إلى العمل، إذ على الموظف البحث عن عمل أكثر إشباعا ومتعة.
المصدر: صحيفة النهار اللبنانية