المكرونة وجبة لا يقدر على مقاومتها أحد، فهى معشوقة الجماهير مثل كرة القدم تماما، تتفنن الأمهات فى إضافة النكهات إليها، لترضى كافة أذواق العائلة، من الصغير للكبير، حتى فى حكايتنا اليوم، قد يكون عشقها هو من دفع بالوالى محمد سعيد باشا، إلى إعطاء حق امتياز حفر قناة السويس، لفرديناند ديليسبس عام 1859، ولمدة 99 عاما، حتى جاء الرئيس جمال عبد الناصر عام 1956 ليعلن تأميم القناة، وجعلها شركة مساهمة مصرية.

سعيد باشا وطبق المكرونة

سعيد باشا أحد أبناء محمد على باشا، يذكر عنه التاريخ، أنه كان شرها للطعام، مما جعله يصاب بالبدانة، وصورت ضخامته فى أحد الصحف الفرنسية فى القرن التاسع عشر من خلال صورة مرسومة بالفحم، لذلك ألحق بالبحرية، وأجبر على ممارسة الرياضة، ومنعت عنه المأكولات الدسمة فى القصر، مع الحرص على اتباع نظام غذائى صحي، ولكن بعد وفاة الوالي محمد علي عام 1849، ترك سعيد باشا البحرية وسافر لفرنسا للدراسة وهناك التقي بصديق طفولته ديليسبس الذي كان يقدم له أطباق المكرونة المفضلة لديه سرا، بدون علم الوالي.

والي مصر سعيد باشا

وثائق ومؤرخون

عندما تقلد سعيد باشا الحكم عام 1854، عاد ديليسبس إلى مصر ليهنئه، فاستقبل بحفاوة وترحاب، وهنا تذكر الوثائق القديمة، كما جاء فى كتاب “إسماعيل المفترى عليه” للقاضي “بيير كرابيتس”، موافقته على إعطاءه امتياز حفر قناة السويس، امتنانا لطبق المكرونة، الذي كان يعطيه إليه في الخفاء.

مع الأسف، فإن طبق المكرونة السري، جعل التاريخ يتناسى إنجازات سعيد باشا، كإلغاء نظام الاحتكار، وخفض الضرائب على الفلاحين، ليعيش الفلاح المصري وضعا اقتصاديا مختلفا، وغيرها، ولأن التاريخ لا يخلو من التشويه والمغالطات، فهناك مؤرخون أكدوا بأنه تم استشارة المهندسين لذلك وافق سعيد باشا، ولم يكن للمكرونة دخلا فى ذلك.

كانت البداية، عندما عرض القنصل ” ماتيو ديليسبس” المشروع على الوالي “محمد على” فرفض ، واستمرت الصداقة بينهم، ليصبح “ماتيو” هو المعلم الفرنسى لسعيد باشا، وتنشأ صداقة جديدة بين الأبناء تثمر فى المستقبل عن ظهور قناة السويس للوجود.

الفرنسي فردناند ديليسيبس