كلما هدأ الحديث عنه، عاد ذلك التمثال لإثارة الجدل مجددا، وإشعال النقاشات الحادة حول بقائه من عدمه، وإطلاق تساؤلات من نوعية: هل يخدش الحياء العام ويثير الفتنة؟
فلقد عاد الجدل مجددا حول تمثال “عين الفوارة” بمدينة سطيف الجزائرية، والذي يمثل جسد امرأة نصف عارية، بعدما ناقش البرلمان الجزائري هذه المسألة، بناء على طلب نائبة بنقله إلى أحد المتاحف وعدم تركه أمام الناس في الشارع، لأنه يعرض مفاتن المرأة بشكل يجعل البعض يخجل من النظر إليه، الأمر الذي دفع وزير الثقافة الجزائري عزالدين ميهوبي إلى الرد عليها بأن من يطرحون مثل هذه النوعية من الأسئلة هم الذين يجب وضعهم بالمتحف!
ويعتبر تمثال “عين الفوارة” من أهم المعالم الأثرية للجزائر، ويجسد امرأة جميلة نصف عارية تحت أقدامها عين ماء، نحته الفنان الفرنسي الإيطالي الأصل”دوسان ديفال”، وموجود بمدينة سطيف منذ 120 عامًا.
وموقع التمثال في وسط المدينة بالقرب من المسجد العتيق، يعتبر مكان لتلاقي الناس، كما أن المنحوتة الجميلة ذُكرها العديد من الشعراء في أشعارهم، أمثال الشاعر العراقي محمود رزاق الحكيم، والشاعر الجزائري الصادق غربي، والفنان سمير سطايفي، وعبد الكريم بلخير.
وتعرض تمثال المرأة الجميلة لمحاولتي تخريب، الأولى في 22 أبريل عام 1997، حيث أقدمت مجموعة على تفجير التمثال، باستخدام قنبلة وضعت بإسفله وحطمته إلى أجزاءِ كثيرة. وهي عملية أثارت غضباً عارماً بالمدينة، ودفع الأمر السلطات المحلية إلى ترميمه في أقل من 24 ساعة فقط.
أما محاولة التخريب الثاني، فكانت في 18 ديسمبر 2017، حيث قام رجل لقب بـ”أبي مطرقة” بتخريب التمثال بعد أن فشل الناس بمنعه، في حادثة اشتهرت إعلاميًا، وذكرت تقارير صحفية بأن الجزائريين استنكروا الفعل معتبرينه مساسًا بهويتهم وتاريخهم لتحفة فنية تقام تحتها أفراح المدينة.