انشغلت وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي في مصر بمفاجأة فجرتها وزارة الاتصالات المصرية يوم الاثنين (12 مارس 2018)، بإعلانها إطلاق “فيسبوك مصري” خاص بها قريبا، وبرامج أخرى لحماية البيانات والمعلومات عن مواطنيها.

وبحسب غرفة تكنولوجيا المعلومات المصرية، فإن 38 مليون مصري يستخدمون موقع التواصل الاجتماعي الأشهر “فيسبوك”، منهم 14 مليون أنثي، و24 مليون ذكر.

وارتفع عدد مستخدمي فيسبوك حول العالم في يونيو الماضي لملياري شخص، ليشكل بذلك مستخدمو فيسبوك نحو ربع سكان العالم البالغ عددهم 7.5 مليار نسمة.

ونتيجة النجاح الكبير الذي حققته تلك الشبكة التي باتت الموقع الأكثر شعبية في 119 دولة من أصل 149 دولة خلال السنوات الماضية، ظهرت العديد من المحاولات لتقليد “فيسبوك” بعض تلك المحاولات قامت بها شركات عملاقة مثل جوجل.

وعلى الرغم من التشابه الكبير بين هذه المحاولات وبين فيسبوك الأصلي –خاصة في استخدام الألوان والوظائف الأساسية- إلا أن عدد المستخدمين ظل هو العامل الأهم الذي كان يحسم المنافسة دائما وبكل سهولة لصالح فيسبوك.

وفيما يلي أبرز المحاولات الشهيرة التي سعت لتقليد فيسبوك، ولكنها منيت بالفشل:

سلام وورلد

في عام 2012 أعلن مجموعة من رجال الأعمال المسلمين عن تأسيس موقع إلكتروني للتواصل الاجتماعي خاص بالمسلمين ينافس فيسبوك.

وأطلق على الموقع الذي تم تدشينه في العاصمة التركية اسطنبول، اسم “سلام ورلد”، ورفع شعار “لا محرمات لا حواجز لا سياسة”، وكان مؤسسو الموقع يستهدفون الوصول إلى قرابة 50 مليون مسلم حول العالم في السنوات الثلاث الأولى من إطلاق المشروع، إلا أن التجربة منيت بالفشل ولم تكتمل، وانتهى المشروع إلى لا شيء بعد تأجيل إطلاقه لأكثر من مرة، حيث وجد القائمون عليه أنهم لن يستطيعوا منافسة فيسبوك الأصلي على الإطلاق.

بنادي

قبل هذه التجربة بفترة قصيرة، كانت قد انطلقت محاولة شبيهة ولكنها خاصة بالوطن العربي فقط، وهي موقع “بنادي”، وهو موقع تواصل اجتماعي ناطق باللغة العربية، كان يستهدف تجميع كل الناطقين بالعربية حول العالم.

وكان التطابق بين موقع بنادي وموقع فيسبوك شديد للغاية، فقد حاول المصممون تقليد الموقع الأصلي في كل شيء، من الألوان إلى الأشكال إلى طريقة التسجيل إلى عرض المحتويات والصور والتفاعل معها.

وتجربة كتلك، كان محكوم عليها بالفشل من البداية، حيث انتهت إلى لا شيء نتيجة عدم قدرتها على اجتذاب المتابعين، ليتم إغلاق الموقع في النهاية.

جوجل بلس

شبكة اجتماعية تم إنشائها بواسطة شركة جوجل وتم إطلاقها رسميًا يوم 28 يونيو 2011، لكنها فقدت صيتها شيئا فشيئا من خلال تراجع أداء الشبكة بعد الإعلان عن الإحصائية التي أثبتت أن معدل التوقيت الذي يقضيه المستخدم لا يتجاوز الثلاث دقائق في الشهر مقابل 7 ساعات لمستخدمي فيسبوك.

وعلى الرغم من اسم الشركة الكبير وتاريخها الطويل في قيادة العالم التقني، إلا أن جوجل فشلت في اقتحام عالم الواصل الاجتماعي باعتراف الجميع، ومما زاد في صعوبة محاولاتها أنها كانت تحرص على تقليد فيسبوك في كل تجاربها، وهو التشابه الذي يمكن ملاحظته بين الموقعين حتى الآن.

وبالرغم من هذا الفشل، إلا أن جوجل لازالت تُكابر وترفض الاعتراف بأن أحد أكبر مشروعاتها قد فشلت بالرغم من إطلاقها منذ ما يقارب السبع سنوات كاملة.

فريند فيد

وفي عام ٢٠٠٩ وقبل أن تنتشر التطبيقات الاجتماعية المصغرة مثل سناب شات وإنستجرام وغيرها، كان “فريند فيد” المنافس الأول لفيسبوك.

ولاحقا قام فيسبوك بالاستحواذ على فريند فيد في نفس العام الذي أطلق فيه، ويبدو أن فيسبوك استحوذ عليه بهدف القضاء على أحد منافسيه المستقبليين وليس بهدف الاستفادة منه، حيث قام فيسبوك لاحقا بإغلاق الموقع تماما.

تشاينو

هي شبكة تواصل اجتماعي تقوم بدمج مواصفات فيسبوك وجوجل بلس، بدأت تحت اسم “جداري”، ولكنها قامت بتغيير هذا الاسم بعد اكتسابها بُعدًا عالميا.

ولاقت الشبكة الناشئة لفتة من الوقت إقبالا بين جمهور الإنترنت خاصة من المصريين، لكن ليس بقدر ما يستحوذ عليه فيسبوك من اهتمام، ومع الوقت بات أن الشبكة غير قادرة على منافسة فيسبوك، بالرغم من محاولاتها العديدة لتقليد الشبكة الأشهر والاستفادة مما فيها من مميزات.

إلّو

اكتسب موقع “إلّو” شعبيته عند انطلاقه في مارس 2014 على أنه بديل لفيسبوك، وحاول الزعم بأنه تجنب العيوب الموجودة في فيسبوك بوك خاصة الإعلان، حيث لا يوجد أي إعلانات تظهر للمستخدمين عبره.

في البداية كان الاشتراك عبر الموقع لا يتم إلا بدعوات تتم من داخل الموقع ذاته، إلا أن ذلك أعاق انتشاره بشكل كبير، وبالرغم من أنه تدارك هذا الخطأ في وقت لاحق وقام بجعل الانضمام للموقع متاح للجميع، إلا أنه كان قد فات الأوان، حيث أثبت الموقع أنه غير قادر على منافسة فيسبوك.

مايندز

تأسست شبكة مايندز الاجتماعية من قبل مجموعة anonymous الشهيرة والمكونة من مجموعة من “الهاكرز الأخلاقيين”.

وروجت هذه الشبكة لنفسها على أنها أكثر البدائل العملّية لفيسبوك، فهي لا تتجسس على الحسابات، ولا تطلب أي معلومات، وأنها مناسبة للأفراد وكذلك للمنظمات والشركات، فكل المعلومات التي تمر عبرها مشفرة بالكامل ويصعب التجسس عليها، كما يمكن بدء قناة عليها بعملية بسيطة.

إلا أن كل مقومات الأمان السابقة لم تكن كافية، على الأقل حتى الآن لجذب عدد كبير من المستخدمين الذين يفضلون حتى الآن فيسبوك بالرغم من كل الاتهامات التي توجه للشركة بأنها تتجسس على المستخدمين أو تقدم بيانات عملائها للحكومات متى طلبتها.