لا تقتصر فكرة النداهة على الثقافة المصرية، والنداهية هي الجنية التي يعتقد البعض أنها تسكن على شطوط الترع والمصارف المائية وتخرج ليلاً لتنادي المارة بأسمائهم وتدعوهم للهو معها، حيث يوجد شبيه لها في الكثير من الثقافات الأخرى، مثل ماليزيا، التي تطلق على صاحبة هذه الأسطورة اسم “جانيت”.

ففي أواخر الستينات من القرن الماضي، تختفت امرأة شابة تدعى جانيت من مقاطعة كوتشينج بماليزيا، وكانت جانيت تعمل بمهنة التمريض في ذلك الوقت، وكان يعتقد الناس أن اختفائها واختفاء العديد من الأشخاص الآخرين له علاقة مع بناء جسر “ساتوك”.

ويعتقد الموروث الشعبي الماليزي أن جانيت عادت بعد موتها للانتقام ممن تسببوا في وفاتها، وزعم الكثيرون أنهم رأوها حيث ظهرت لهم وهي ترتدي فستان أحمر، حيث اعتادت أن تظر للسائقين على الطرق ليلا.

ويقولون الأشخاص الذين زعموا أنها اعترضت طريقهم، إن جانيت كانت تظهر لهم على طرف الجسر وتطلب منهم أن يقلوها عبر سياراتهم ولكنها كانت تختفي سريعا.

فيما تقول قصة أخرى، إن جانيت هظهرت لإحدى العبارات في نهر ساراواك، فخشي ربان العبارة وقرر العودة بها إلى الشاطئ، وهناك اكتشف اختفاء أرقام العبارة وتحول الأموال الموجودة على متنها إلى أوراق.

وبرغم انهيار جسر ساتوك في عام 2004، وهو الجسر المرتبط أسطورة جانيت، إلا أن أهالي مقاطعة كوتشينج لازالوا حتى يومنا هذا يخشون من ظهور جانيت كل ليلة، وهو ما كان سببا في جعل سائق العبارات يرفضون العمل بعد الساعة العاشرة مساء، كما يخاف الناس نطق اسمها علنا تجنبا لغضب جانيت!