شهد مطلع القرن العشرين، ظهور لاعب كرة قدم من نوع خاص، لاعب امتلك ميزة مختلفة لم يشاركه فيها أي لاعب كرة قدم على مدار التاريخ، وهو أنه كان يمتلك ثلاثة أرجل!
فقد ولد “فرانك لنتيني” في صقلية عام 1889، حيث فوجئ والداه بأن طفلهما يمتلك ثلاثة أرجل وأربعة أقدام و16 أصبع في أقدامه ومجموعتين من الأعضاء التناسلية!
وكان شكل المولود الجديد غريب للغاية ومخيف لمن كانوا يشاهدونه، حتى أن القابلة التي ساعدت والدته في عملية الوضع اختبأت تحت السرير في منزلها بعد أن هربت من منزل والدة “فرانك لنتيني” من غرابة المنظر.
واعتقد مواطنو القرية التي ولد فيها فرانك، أنه ولد على هذه الحالة عقابا من الله لأحد والديه، فيما اعتاد بعض شباب القرية ترديد أن والدته حملت فيه بعدما زارها صانع سيارات يدعى “جيوفانا” كانت لديه طاولة ذات ثلاثة أرجل!
كان وجود ساق ثالثة ليس بالأمر السهل على فرانك حيث أنهم صمموا له صندوق يضع قدمه الثالثة عليه عندما يذهب للنوم، وفصلت له أمه ملابس تناسب وجود ثلاثة أرجل، وأحذية مصنوعة خصيصاً له، وكان كلما تقدم الطفل في العمر كلما زادت متاعبه وأصبح من الصعب عليه الحركة مع وجود ساق ثالثة، حتى أنه كان يضطر إلى ربطها بإحدى ساقيه الأخريين وبرغم ذلك لم يفحل في أن تكن له مشية معتدلة فكانت سيقانه غير متساوية الطول، وكثيراً ما كان يلقي النكات على نفسه ويقول “أنا لا أمتلك ساقين بل ثلاثة.. ومع ذلك لا أستطيع أن امشي!”.
وكانت يتفرض أن تستمر حياة “فرانك” مليئة بالمعاناة، لولا أنه قابل مصادفة في عام 1898 بلاعب سيرك محرك عرائس يدعى “ماحنانو” في الولايات المتحدة بعدما سافر إليها بصحبة والديه، حيث كان لاعب السيرك ذلك سببا في إقناع فرانك بالانضمام إلى سيرك الأخوة “رينجلينج” لتقديم بعض الفقرات التي تتناسب وشكله الغريب، وعندما بدأ في تحقيق نجاح ما وبدأ زوار السيرك يأتون خصيصا لمشاهدته، انتقل إلى سيرك آخر براتب أعلى هو سيرك “بارنوم”.
ومع الوقت، اشتهر فرانك، وأصبحت الجماهير تطلق عليه لقب “لنتيني العظيم”، وكانت أشهر أدواره في السيرك هي أن يضرب كرة القدم بقدمه الثالثة، ومن هنا جاءت شهرته فيضج المتفرجون بالضحك والتصفيق من فرط الدهشة، وهو ما كان سببا في اشتهاره بأنه لاعب كرة القدم ذو ثلاثة أرجل، حيث لازمته هذه الشهرة حتى وفاته في عمر متقدمة عام 1966.