“هم ليسوا مجانين.. هم مؤمنون حقا بأن الوحي نزل عليهم”!

هكذا يصف المصور جوناس بنديكسن، الأشخاص الذين التقاهم في رحلة طويلة جاب خلالها عدة بلدان حول العالم، بحثا عمن يدعون أنهم المسيح الجديد.

رحلة بنديكسن المشوقة والتي استغرقت عامين، ضمنها في كتاب مصور صدر له مؤخرا بعنوان “العهد الأخير”، وثق خلاله حياة سبعة أشخاص يعتقدون أنهم المسيح المنتظر وأنهم عادوا إلى الأرض بعد رحلة في عوالم خفية.

يقول المصور إنه تعرف على هؤلاء الأشخاص عبر البحث عنهم على جوجل، وفي الأخبار المحدودة التي تنشرها وسائل الإعلام المحلية عنهم في العديد من بلدان العالم.

كاشفا أنه صادف خلال بحثه كثيرون يعتقدون أنهم أنبياء أو أشخاص مقدسون، ولكنه تجاهلهم جميعا، وركز بحثه فقط على من يعتقدون أنهم المسيح ذاته.

ويقول بنديكسن في كتابه، إنه سجل كل ما قاله الرجال باعتباره حقيقة لا شك فيها، وحاول أن يصور شكل العالم من وجهة نظرهم، ويصر بنديكسن إلى أن هؤلاء ليسوا مجانين كما قد يظن البعض، بل هم أناس طبيعيون يؤمنون حقا أن الوحي نزل عليهم وأنهم المسيح الجديد الذي تنتظره البشرية، مؤكدا أنهم جميعا يريدون الخير للإنسانية.

ويضيف بقوله “شعرت أنهم يتحملون عبئا ثقيلا، وأنهم يؤمنون فعلا بما يقومون به ولا يسعون إلى خداع الناس، فإذا كانوا يفعلون ذلك للتحايل؛ فهناك أشخاص أكثر مهارة منهم في فعل ذلك”.

وخلال بحثه، قابل بنديكسن، شخصا أطلق على نفسه اسم “يسوع كيتو” يعمل سائق سيارة أجرة يطوف بها مدن زامبيا بمساعدة اثنين من تلاميذه، لتوزيع نسخ خاصة يقول إنها الإنجيل الجديد.

كما قابل “أبولو كيبولوي”، زعيم مملكة يسوع المسيح الذي يتخذ من الفلبين مقرا له، والذي فشل مؤلف الكتاب في لقائه ولم يحصل سوى على صورة واحدة التقطت له في خطبة بثت عبر التلفزيون.

أما “ديفيد شيلر”، فهو ضابط سابق بالمخابرات البريطانية، يقول إن الوحي نزل عليه منذ عام 2007، واعتاد أن ينشر دعوته عبر “تويتر”، ويحرص في خطبه على الحب غير المشروط، مبررا ذلك بأن له ميول أنثوية!

كما التقى بنديكسن، شخصا آخر في سيبيريا، كان يعمل في السابق شرطي بالمرور، ويقول إن الوحي نزل عليه في اللحظة التي أعلن فيها تفكك الاتحاد السوفيتي! ومنذ ذلك الحين جمع حوله آلاف الناس الذين يعيشون في غابات سيبيريا بالقرب منه، ما دفعهم لإنشاء مدارس وكنائس خاصة بهم داخل مساحات من البراري المغطاة بالثلوج.

وفي جنوب أفريقيا، صادف بنديكسن شخصا آخر اعتاد أن يرتدي قبعة على رأسه مكتوب عليها إنه المسيح، وينتظر هو وأتباعه “اليوم الموعود” الذي سيطبق فيه العدل، إلا أن مسيح جنوب أفريقيا يبدو أكثر عصرية إذ يظهر في صوره وهو يرتدي زيا شبابيا مذهبا ونظارة شمسية وكاب، ليظهر أشبه بمطربي الراب!

ومن أكثر من آمنوا برسالتهم ممن التقاهم بنديكسن، شخص يدعى “إنري كريستو”، وهو اسم مأخوذ من النقش الذي وضعه الرومان على الصليب، حيث اعتاد إنري أن يطوف في شوارع البرازيل على مركبة يدفها تلاميذه الذين يرتدين زيا أزرقا بشكل دائم.

ومن أغرب من التقاهم بنديكسن، ماتايوشي في اليابان، الذي لم تمنعه رسالته التي يعتقد أنه أوحيت إليه، من أن يخوض الانتخابات المحلية!

وبالرغ من أن بعض الصور التي تضمنها الكتاب كانت تبعث على السخرية، إلا أن الكثيرين يرون أن بنديكسن لم يتعمد أن يحاكم هؤلاء الأشخاص من خلال كاميرته، وإنما حرص على أن يظهرهم في صراع مع الإيمان!

المصدر: Hyperallergic