انتخابات النادي الأهلي المصري، أكبر وأهم نادي عربي، على الأبواب. يتصارع فيها بشكل كبير جبهتان، الأولى جبهة يتزعمها رئيس النادي الحالي محمود طاهر، والأخرى يرأسها أعظم لاعب مصري على مدار تاريخ الكرة في مصر بشهادة الجميع وهو محمود الخطيب.
فاز طاهر في الانتخابات السابقة لعدم وجود منافس حقيقي وقوي أمامه، وهو المهندس إبراهيم المعلم، حتى إذا كان مدعوما من الخطيب فهو ليس الخطيب.
البعض يظن أن تركيبة أعضاء النادي الأهلي كمثل المتواجدة مثلا في غيره من الأندية، حيث الفارق في الاهتمام بالمنشآت الجديدة والنظافة والتنظيم، إلا أنهم لا يدركون أن مجالس إدارات الأهلي المتعاقبة لم تشعر أعضاءها بهذا الفارق، لأن الاهتمام بمنشآت النادي وبموقفه المالي والتنظيمي والاستراتيجي واحد لا يتغير بتغير رئيسه.

لذا فإن معيار المنشآت ليس معيارا حاسما في الانتخابات.
المعيار الآخر ربما يكون شائكا، وهو معيار نظافة اليد، فكثير من الأقاويل تناثرت خلال الفترة الماضية حول مديونية النادي في عهد حسن حمدي، حيث كان الخطيب نائبا، والأرباح التي تحققت في عهد طاهر، وهو أمر أيضا لم يُعوَّل عليه، نظرًا لعدم وضوحه فلم نسمع أو نقرأ عن وصول مديونية الأهلي لهذه الأرقام التي يروجها بعض المحسوبين على جبهة محمود طاهر من الإعلاميين والرموز الذين لا يعرفون من النادي سوى لونه الأحمر وشعاره النسر ومكان فرعه الأبرز في الجزيرة.

حتى إذا كان هذا صحيحا، فبالنظر للوقت الذي ترك فيه حسن حمدي إدارة النادي كان الزمن يدق عند العام، وقت أن كانت مصر كلها مرتبكة لا تعرف أين هي بالضبط، في الوقت ذاته كان الخطيب نائبا وليس رئيسا حتى ليحاسب على هذا الاتهام المزعوم.
انتخابات الأهلي كأي انتخابات أخرى، يلتف حولها أصحاب المصالح، وكذلك أصحاب النفوذ والهوى، إلا أن المدهش هو أمر الصحافة الرياضية في مصر والتي تحاول – إما مرغمة أو متطوعة بسبب انتمائها – تشويه رمز كالخطيب، ليس فقط على مستوى الانتخابات بل على مستواه الشخصي والإنساني.
بالتأكيد المنافسون – المنتمين للزمالك سواء كانوا مشجعين أو إعلاميين – لا يرون في الخطيب الصورة الأمثل لرئيس النادي الأهلي، فهو يمثل لهم بالتأكيد ربط شرطي بفترة الانجازات الكبيرة التي تحققت للفريق الأول لكرة القدم بالنادي الأهلي، كما أنه يذكرهم أيضا بالشتان الكبير بين رئيسي أهم ناديين في مصر، بل وفي المنطقة العربية كلها.