نقلت الشاشات ونشرات الأخبار وعدسات المصورين، على مدار أكثر من 3 سنوات متصلة، مشاهد القتل والفزع والحرق والترويع على يد داعش.
إلا أن النظرة الأوسع لتلك الصور تكشف أن التنظيم الإرهابي الأكثر دموية وشراسة استخدم كل تلك النوافذ الإعلامية وكأنها “فاترينة عرض ودعاية” له ككيان عسكري منضبط صاحب تقاليد حتى في مظهره الخارجي، وكذا كدولة كاملة الأركان لها سلطة ونظام، والأهم أن لها مواطنون تميزهم ملابسهم وهيئتهم الخاصة جدًا.
مشاهد الفزع الداعشي التي ارتعد العالم كثيرًا منها، وتحديدًا تلك التي كانت تأتي من أرض الخلافة الضائعة في سوريا والعراق، كانت في حد ذاتها وسيلة مجانية لتقديم أحدث صيحات الموضة الداعشية، بدءًا من الملابس العسكرية للمقاتلين بألوانها وتصميماتها المختلفة، مرورًا بإكسسوارات وخواتم الزواج، وصولًا حتى إلى أزياء الأطفال والرضع التى تحمل لوجو “الدولة الإسلامية”.
أراد التنظيم وبلا شك، أن يخلق نوعاً من “التطبيع” لدى المتلقى مع صورة “المقاتل الداعشى”، و”المواطن الداعشى”، بحيث يصبح مألوفًا بالنسبة للجميع. لكن أتراه نجح؟!