يزرع الكوكايين في أمريكا الجنوبية، ثم يحمل إلى أكبر سوق للكوكايين في العالم، ألا وهي الولايات المتحدة الأمريكية، مارا عبر أمريكا الوسطى ومنطقة الكاريبي، حيث يحمل عبر الطرق البرية التي تنطلق في الأراضي الكولومبية، لتمر عبر الدول الصغيرة مثل السيلفادور وهندوراس وجواتيمالا قبل العبور من الأراضي المكسيكية.

لذا ليس من المستغرب أن تظل أمريكا اللاتينية من أكثر المناطق عنفا في العالم، في وقت اللاحرب، وتحتل معظم قائمة المدن الخمسين الأكثر عنفا.

وتقول صحيفة “الإيكونوميست”، إنه طبقا للبيانات الصادرة عن معهد “إيجارابي” يوجد في البرازيل وحدها العديد من المدن التي تصنف ضمن المدن الأكثر خطورة حول العالم، حيث تضم أمريكا اللاتينية وحدها ثمانية دول من بين الدول العشر الأوائل الأكثر خطورة، لافتة إلى أن الصراعات بين العصابات والفساد وضعف المؤسسات العامة، كل ذلك ساهم بشكل كبير في ارتفاع مستويات العنف بتلك المناطق.

ولم تتغير المدينة التي تتصدر التصنيف العالمي للمدن الأكثر عنفا منذ العام الماضي، حيث ظلت السلفادور البلد الأكثر عنفا في العالم، كما ظلت عاصمتها سان سلفادور هي أكثر المدن التي تشهد جرائم قتل.

ومع ذلك، تشير الزيادات في معدل العنف بالبلدان المجاورة للسلفادور، أن سياسات مكافحة العصابات ما هي إلا مجرد إعادة توزيع جغرافي لجرائم القتل بدلا من وقفها، حيث سجل منتجع أكابولكو الواقع على ساحل المحيط الهادئ في المكسيك 108 جريمة قتل لكل 100 ألف شخص في العام الماضي، مما جعله في المرتبة الثانية خلف سان سلفادور.

فيما شهدت هندوراس انخفاضا طفيفا في مستوى الجريمة، فبعدما ظلت لسنوات عدة تتصدر قائمة البلدان الأكثر عنفا في العالم، جاءت العام الماضي وسجلت تراجعا إلى المركز الثالث على مستوى العالم.

وتهيمن البرازيل على وسط قائمة المدن الأكثر عنفا في العالم، حيث تعتبر ثاني أكبر مستهلك للكوكايين على مستوى العالم، وتضم نصف المدن الخطرة نتيجة عدد السكان الضخم.

وخلال العام الماضي، تم توزيع عمليات العنف بشكل مختلف من مدينة إلى أخرى، حيث انخفض معدل القتل في المدن الكبيرة، إلا أنه زاد بشكل ملحوظ في المدن صغيرة الحجم.

ففي مدينتي ماربا وفياماو، ارتفعت جرائم القتل بنسبة 20%، في حين انخفضت جرائم القتل في ساو فيما باولو -أكبر المدن في البرازيل- بنسبة 55% في الفترة من 2014 وحتى 2015.

فيما تضم القائمة دولتين فقط من خارج أمريكا الجنوبية، هما الولايات المتحدة الأمريكية وجنوب أفريقيا.

ففي أمريكا -الدولة الوحيدة الغنية داخل القائمة- دفع ارتفاع معدل جرائم القتل في مدينتي ديترويت ونيو أورليانز، للانضمام إلى القائمة إلى جوار مدينتي سانت لويس واليتمور اللتين دخلتا القائمة قبلهما بعام، حيث يبلغ معدل الجريمة في كل مدينة من المدن الأربعة عشرة أضعاف المعدل الوطني، البالغ 4.9 جريمة قتل لكل 100 ألف شخص.

أما جنوب أفريقيا، البلد الوحيد بالقائمة التي تقع خارج الأمريكتين، فقد انضمت إلى هذا الترتيب سيء السمعة عبر مدينتي خليج نيسلون مانديلا وبوفالو، وذلك نتيجة تحسن عمليات جمع المعلومات في البلاد، حيث ارتفع معدل جرائم القتل في جنوب أفريقيا بنسبة 5% العام الماضي، على الرغم من انخفاض جرائم العنف الأخرى.