يعد الأثر المعروف باسم “كعبة زارادشت” واحدا من الآثار الهامة التي أثارت حولها الكثير من النظريات في إيران، بسبب الاختلاف حول سبب إنشائها والغرض من وجودها وفيما كانت تستخدم.

وكعبة زارادشت هي بمثابة نصب تذكاري مبني على شكل مربع يقع في منطقة “نقش رستم” شمال غرب مدينة برسبوليس في إيران، ويرجع تاريخ بنائه إلى العهد الإخميني أي حوالي القرن الخامس قبل الميلاد.

اقرأ أيضا: “ذو الخلصة”.. آخر كعبة وثنية ظل يحج إليها العرب حتى عام 1925

ويطلق أهالي إيران على منطقة “نقش رستم” اسم “الصلبان الفراسية”، وهو موقع أثري يحتوي على نقوش حجرية منحوتة على الصخر، إلا أن أكثر ما يميزه بالإضافة إلى وجود كعبة زارادشت به، هو اشتماله على قبور 4 من ملوك فارس محفورة في الصخر بشكل مثير للإعجاب.

وبالرغم من أنه لا يوجد ما يؤكد إن كان مبنى “كعبة زارادشت” مزارا ديني في الماضي أو كان يتم الطواف حوله أو حتى كان قبلة للحجاج في الديانة الزرادشتية، إلا أن أهالي المنطقة التي أصبحت فيما بعد دولة إيران، اعتادوا أن يطلقوا عليه اسم “كعبة زارادشت” بداية من القرن الخامس عشر الميلادي، ربما لأنه مربع الشكل، وربما لأسباب أخرى نسيت مع مرور الزمن، إلا أن هذا الاسم ارتبط بها بكشل دائم حتى الآن.

ويبلغ ارتفاع هذا المكعب 12.5 مترا وعرض كل جانب من جوانبه 7.25 مترا، وقد تم بنائه بالأحجار الكلسية، فيما لم تستخدم أي مادة للصق الأحجار “ملاط” في بناء هذا النصب، كما يحتوي النصب على عدد من النوافذ الحجرية الكاذبة وسنقف منقوش الحواف، وكان لهذا المكعب باب ثقيل من الأحجار الصلبة إلا أنه اختفى مع مرور الوقت.

وكانت أولى النظريات التي وضعت حول سبب بناء هذا المبنى، قالت بأنه كان معبدا للنار التي كان يقدسها المجوس، إلا أن صغر حجم المبنى وقلة التهوية تجعل من الصعب إشعال النار به حيث ستخنق النيران أي شخص يمكن أن يتواجد داخله، فيما قالت نظرية أخرى أن هذا المبنى كان بمثابة خزينة تحفظ فيها ممتلكات وأمتعة الحكام الذين تم دفنهم بالقرب من المبنى في مقابر صخرية شهيرة إلا أن البعض رفض هذه النظرية بحجة أن المقابر نفسها بها أماكن كافية لوضع الأمتعة والممتلكات.

اقرأ أيضا: هل كان “بوذا” نبيا من أنبياء الله أم أسطورة غير موجودة؟

إلا أنه في كل الأحوال لا توجد نظرية قاطعة تكشف السبب الحقيقي وراء بناء هذا المبنى المحير.

وفي سنوات متأخرة، عثر على نقوش على هذا المبنى لأحد الكهنة في الديانة المجوسية يتحدث فيه عن الملك أردشير وما قام به من أعمال في سبيل المجوسية وحروب من القوى العظمى في ذلك الوقت وهم الرومان، وبالرغم من أن البعض اعتبر هذا دليلا على أنه مبنى ديني إلا أن آخرون قالوا بأن النقش قد يكون وضع على المبنى في وقت لاحق بعد بنائه بسنوات.