الجنة هي حلم كل أصحاب الديانات، في الدنيا والآخرة، يقول الله تبارك وتعالى في كتابه العزيز ﴿وَنُودُواْ أَن تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ﴾، لذا نسعى في الدنيا جاهدين لننالها، متبعين تعاليمه وأوامره، راجين أن نصير من أهلها، لنكون من أصحاب النعيم، لكن الله عز وجل قد أهدانا على الأرض، نفحات من الجنة تتمثل في بعض أشياء التي يعتقد كثيرون أنها نزلت من الجنة ولازالت موجودة على الأرض إلى يومنا هذا.

مقام إبراهيم

وهو الحجرالعتيق الذي وقف عليه نبي الله إبراهيم عليه السلام عندما ارتفع بناء الكعبة المشرفة، وكان ابنه إسماعيل عليه السلام يناوله الحجارة فيضعها بيده، وكلما فرغ من جدار نقله إلى الناحية التي تليها حتى تم اكتمل البناء.

وكانت آثار قدمي إبراهيم ظاهرة في هذا الحجر، ولهذا قال أبو طالب فى قصيدته المعروفة اللامية: “ومَوطئُ إبراهيم فى الصخر رطبة على قدميــه حافيًا غــــير ناعل”، وقال أنس: “رأيت في المقام أثر أصابعه وعقبه وأخمص قدميه غير أنه أذهبه مسح الناس بأيديهم. حكاه القشيري”.

وقد أمر الله عز وجل زوار البيت الحرام أن يتخذوا من مقام إبراهيم مصلي، وجاء في مسند الإمام أحمد، وسنن الترمذي، وصحيح ابن خزيمة، وصحيح ابن حبان، ومستدرك الحاكم وغيرهم حديث عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرٍو رضي الله عنهما قال: “سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : إِنَّ الرُّكْنَ وَالمَقَامَ يَاقُوتَتَانِ مِنْ يَاقُوتِ الجَنَّةِ، طَمَسَ اللَّهُ نُورَهُمَا، وَلَوْ لَمْ يَطْمِسْ نُورَهُمَا لأَضَاءَتَا مَا بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالمَغْرِبِ”.

التمر أو العجوة

تشتهر المدينة المنورة بزراعة التمر، ويعتبر التمر من أفضل الأطعمة على الإطلاق التى لها فوائد صحية كثيرة لا حصر لها فقد ورد أن “من تصبح بسبع تمرات لن يصيبه حسد ولا سحر”، وقد ورد كذلك في الحديث النبوي “العجوة من الجنة وفيها شفاء من السم”.

الحجر الأسود

يوجد في الركن الجنوبي الشرقي من الكعبة المشرفة، وروى الإمام الترمذي من حديث ابْن عَبَّاسٍ رضي الله عنه قَالَ: “قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ: نَزَلَ الحَجَرُ الأَسْوَدُ مِنَ الجَنَّةِ، وَهُوَ أَشَدُّ بَيَاضًا مِنَ اللَّبَنِ، فَسَوَّدَتْهُ خَطَايَا بَنِي آدَمَ”.

وعن عبد الله بن عمرو قال “الحجر الأسود من حجارة الجنة لولا ما تعلّق به من الأيدي الفاجرة ما مسّه أكمه ولا أبرص ولا ذو داء إلا برأ” أخرجه سعيد بن منصور.

نهر النيل

جاء في نص الحديث النبوي الشريف الذي رواه الشيخان البخاري ومسلم عن مالك بن صعصعة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم عندما وصل لسدرة المنتهى فى حادثة الإسراء والمعراج، “أنه رأى أربعة أنهار يخرج من أصلها نهران ظاهران، ونهران باطنان، فقال: يا جبريل ما هذه الأنهار قال: أما النهران الباطنان فنهران في الجنة وهما السلسبيل والكوثر، وأما الظاهران فهما النيل والفرات”.

وقال الإمام ابن حجر العسقلاني عن ذلك عند شرحه للحديث أن أصل النيل والفرات من الجنة، وأنهما يخرجان من سدرة المنتهى، ثم يسيران حيث شاء الله، ثم ينزلان إلى الأرض، ثم يسيران فيها، ثم يخرجان منها”.

الروضة الشريفة

هي موضع في المسجد النبوي واقع بين المنبر وحجرة النبي، وقال عنها الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم: “ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة، ومنبري على حوضي” رواه البخاري في صحيحه عن أبي هريرة، وذرعها من المنبر إلى الحجرة 53 ذراعاً، وتحدد بسجاد مختلف لونه عن بقية سجاد الحرم النبوي الشريف.

ويعتقد البعض أيضا أن الكبش الذي فدي به سيدنا إسماعيل عليه السلام قد جاء من الجنّة، وكذلك عصا سيدنا موسى يقال أنّها نزلت من الجنّة أيضًا، فقد روي عن عكرمة عن ابن عباس قال: “ثلاثة أشياء نزلت مع آدم عليه السلام للأرض هما الحجر الأسود وكان أشد بياضا من الثلج، وعصا موسى وكانت من شجر الجنة وطولها عشرة أذرع مثل طول موسى، والحديد ” ذكره الماوردي، ولكن لم نر من حكم بصحته من أهل العلم.