يعرّف الشيخ الشعراوي الأدب على أنه “فن رفیع من الفنون الجمیلة الأربعة التي جعلها الله أداة التعبیر عن الأحاسیس والخواطر ووسیلة البیان عما یحتمل في النفس المرهفة من الانفعالات والمشاعر”، ويضيف في كتاب صابر عبد الدایم، دیوان الإمام الشیخ محمد متولي الشعراوي أن “الأدب سید هذه الفنون وأجمعها، وأرفعها رسالة وأبدعها، والأدب في نفوس الموهوبین میلاد، فهو یبذر فیها مواهب، ویبلغ أشده ریاضة”.

وعندما سُئل “هل الدعوة الإسلامیة تحتاج إلى الأدیب الداعیة؟ أم إلى الداعیة الأدیب؟”، أجاب “الدعوة الإسلامیة في حاجة إلى الداعیة الأدیب لأنه یميل الناس إلى الدعوة، ویحسن عرض المطلوب الدیني بالأدب المستمیل المطرب المعجب المقنع الممتع”.
وللشعر مكان بارز في حیاة الشیخ العلمیة والفكریة والثقافیة، فعرفه وحدد معالمه وضوابطه ومارسه كتابة وإبداعاً، حيث قال “الشعر فن له أصوله وقواعده لم یخرج عن كونه مجرد إلهام، تبرزه دقة التصویر وسمو الخیال إلى عالم الحس حسبما توحیه العاطفة ویفطن له الوجدان”.

كتب الشعراوي بالتأكيد في مجال القصائد الدينية الكثير، منها مثلاً قوله في ليلة الإسراء:

یا لیلة المعراج والإسراء / وحي الجلال وفتنة
العلم أجمع أنت سر نواته / وبما حباك الله ذات رواء

لكنه كتب أيضاً في الميدان السياسي فقال في ذكرى ميلاد حزب الوفد:

عیـد الجهاد وأنـت عنوان الدم / لا زال مرك كل عام ملهمي
أنهكت من أجل الضحايا أمة / أسبلت من برد الخلود على الدم

** اقرأ أيضا: “الكناري”.. الرقصة التي أعجبت الشيخ “رفاعة” في باريس

للشيخ الشعراوي موقف رائع من طه حسين، فقد كتب فيه قصيدة طويلة أظهر خلالها أنه لا یتعصب للمناهج والطرق القدیمة في الأدب والمعرفة والعلم، ولكنه یرى في طه حسین نموذجا لالتقاء الحضارتین؛ حضارة الشرق وحضارة الغرب، ویرى في فكره جسر یصل ما بین القدیم والجدید والموروث والمعاصر.

أما الموسيقى فكان الشيخ يرى أنها لغة الأنامل التي تنتج أنغاما ألحانا وتنطق إلهاما وأشجانا.

موقفه من اعتزال الفنانة شادية بعد لقائها به، تحدث عنه الدكتور محمود جامع في كتابه “عرفت الشعراوي” وقال “الفنانة شادية كان لقاؤها الأول مع الشيخ الشعراوي هو لقاء مصادفة في مكة المكرمة، عندما نزلت من الأسانسير ليدخل الشيخ الشعراوي ولم يكن يعرفها، فتعرفت عليه وقالت: عمى الشيخ الشعراوي أنا شادية، فرحب بها، فقالت له: ربنا يغفر لنا، فقال لها: إن الله لا يغفر أن يشرك به، ويغفر ما دون ذلك.. وأن الله تواب رحيم”.

وأضاف جامع “بعد اللقاء العابر في الأراضي المقدسة عادت شادية إلى مصر وسألت عن منزل الشيخ الشعراوي في الحسين، وذهبت إليه وقابلته، وكانت جلسة طويلة خرجت منها شادية وقد أمسكت بطوق النجاة واتجهت إلى القرآن الكريم والصلاة والعبادة وعمل الخيرات وقيام الليل الذي تقول إنها تنتظره بفارغ الصبر، لأنها تجد فيه المتعة كل المتعة في رحاب الله في السَّحر، وقالت للشيخ: إن أول آية في القرآن الكريم جذبتها هي: ادعوني أستجب لكم”.

وأوضح جامع “وأشاع المغرضون أن الشيخ الشعراوي تزوج شادية، وسأله أحدهم عن حقيقة هذه الإشاعة فرد عليه الشيخ: أن زواجي من شادية شرف لا أدعيه”.