جميع النساء ستفهم جيداً ما سأقول، عندما تتعرض إحداهن لموقف مؤلم يدخلها في موجة من الحزن والاكتئاب، فتقوم بالاتصال على أقرب صديقة وتقول لها: إنني أبكي بحرقة وقلبي مكسور، فتجيبها: تعال إليّ وسوف نطلب بيتزا ودوناتس، وقتها فقط تتوقف عن الآلام وتبدأ الجروح في الاندمال وتشفى سريعاً مع اكتسابها أول 5 كيلوجرامات في أسبوعها الأول بعد الصدمة!
يقول العلماء عن آلية التذوق بشكل عام إنها هي نسيج معقد من المشاعر والإشارات، ربما يكون للطعام نفسه مذاقين مختلفين، ولنأخذ في المثال الوجبة التي تتناولها بعد يوم عمل شاق وجوع قارص وإرهاق حيث نجد أن مذاقها مختلف عن ذات الوجبة إذا تناولناها في وقت عادي لا نشعر فيه بالإرهاق.
هناك دراسة حديثة أثبتت أن تذوق الطعام الجيد يساعد مرضى الاكتئاب على التخلص من القلق ويجعل العلاج أكثر فاعلية.
وأجريت تلك الدراسة على مجموعة من مرضى الاكتئاب حيث تناولوا مضادات الاكتئاب التي تحتوي على بعض الناقلات العصبية، وتم اختبارهم في تذوق بعض المواد الغذائية ما بين المر والمسكر والحامض.
ولم يتمكنوا من تحديد المذاقات جيداً وأرجع العلماء هذا لمفعول الأدوية مضادات الكتئاب، ورجحوا أنه بما أن قلقهم واكتئابهم قد يجعلهم غير متوازنين، فإن العلاج الحديث قد يكون أكثر نجاحا من الحبوب.
وكشفت التجربة، أن الأشخاص الذين لم يتناولوا مضادات الاكتئاب واكتفوا بتناول الطعام اللذيذ قد بدأوا في التعافي، حيث أدى الطعام النتائج ذاتها لمضدات الاكتئاب في مرحلة العلاج مع تجنب آثاره الجانبية.
وبعدها اكتشف الباحثون أن مضادات الاكتئاب عملت على أجهزة الإرسال الكيميائية داخل براعم التذوق قبل وقت طويل من الوصول إلى الدماغ، مما يفسر الكثير عن تأثير التذوق على علاج الاكتئاب فإما أن تتناولوا مضدات الاكتئاب أو تتناولوا طعام تحبون مذاقه لكي تتجاوزوا تلك المرحلة المرضية.