يعتبر الفيلم الأمريكي “وادي الملوك” الذي أنتج عام 1954، واحدا من أوائل الأفلام الملونة التي ظهرت في هوليود وتناولت التاريخ والحضارة المصرية بشيء من التفصيل، وهو ما كان سببا في نجاح الفيلم.
وأخرج الفيلم المخرج العالمي روبرت بيروش، الذي استعان بكل من روبرت تايلور وإليانور باركر للقيام بأدوار البطولة، حيث تكلف إنتاج الفيلم ميزانية ضخمة للغاية بمقاييس تلك الفترة، تجاوزت المليوني دولار.
وبهدف تقديم صورة واقعية جذابة عن الآثار المصرية، تم تصوير غالبية مشاهد الفيلم في أماكنها الحقيقية في شارع المعز بالقاهرة وأهرامات الجيزة والأقصر وسيناء، كما تم الاستعانة بكل من الفنان المصري رشدي أباظه الذي ظهر في دور بسيط بالفيلم، بالإضافة إلى الراقصة سامية جمال.
وتدور أحداث الفيلم حول ابنة أحد علماء الآثار، التي تبحث عن دليل على رحلات نبي الله يوسف إلى مصر القديمة، لإثبات صحة الإنجيل، عملا بوصية والدها، ما يدفعها للتعاون مع أحد علماء الآثار العاملين في مصر.
ويشهد الفيلم العديد من المغامرات الشيقة والجذابة كما يصور الحياة في مصر بواقعية كبيرة تجسد تلك الفترة.
وكان من أكثر الأشياء اللافتة، هو مشهد في نهاية الفيلم، عندما يكتشف بطلي القصة مقبرة أحد الفراعنة، وبجوار تمثال الفرعون، يجلس تمثال من الجرانيت الأخضر اللامع، مكتوب عليه إنه تمثال الرجل الذي جاء من آسيا وأنقذ مصر في السنوات السبع العجاف، لتردد البطلة أنه تمثال النبي “يوسف”.
ومن الثابت تاريخيا، أن المؤرخين اختلفوا حول تحديد شخصية نبي الله يوسف بن يعقوب بين الشخصيات المصرية المعروفة، كما اختلفوا في الفترة التي وصل فيها إلى مصر والفرعون الذي ولاه على خزائن مصر.
وعزز هذا الاختلاف، أنه لم يوجد قط أي نقش أو تمثال واضح به تفاصيل محددة، يمكن أن نقول إنها ترجع إلى نبي الله يوسف.
وعليه فإن التمثال الذي ظهر في نهاية فيلم “وادي الملوك” كان مجرد تمثال وهمي لقصة سينمائية غير دقيقة، ولا يمت لأي من الآثار المصرية بأي صلة، خاصة وأن التمثال كان بدينا نوعا ما بخلاف ما عرف عن سيدنا يوسف أنه كان شديد الجمال، وكان يجلس جلسة الكاتب المصري وليس جلسة رجل كان له نفوذ كبير في الدولة المصرية حينها مثل نبي الله يوسف.