حفل عام 2017، بالعديد من الاكتشافات الأثرية الهامة، التي كانت سببا في تغيير بعض النظريات التاريخية، أو كشف ألغاز حيرت علماء الآثار لسنوات.

ونستعرض في التقرير التالي، أهم 10 اكتشافات أثرية تم التوصل إليها خلال العام الذي لم يتبق على رحيله سوى أيام قليلة، وهي الاكتشافات التي تم اختيارها واعتبارها الأهم، من قبل موقع “ARCHAEOLOGY” المتخصص في الاكتشافات الأثرية والحفريات:

كوبيكلي تبه

يقع موقع كوبيكلي تبه بتركيا، ويعد واحدا من أقدم المواقع الأثرية في العالم، إلا أنه يكتنفه الكثير من الغموض، ويعود تاريخه إلى 8-10 آلاف سنة خلت، ويتضمن أقدم منشآت معمارية عثر عليها حتى الآن، وتتمثل في سلسلة من الدوائر الحجرية المجهولة الغرض.

خلال عام 2017، كشف الباحثون بعض عظام من جماجم بشرية في الموقع، علقت في مكان بارز، ما رجح أن المكان كان يستخدم للعبادة قبل آلاف السنين، وأنه ربما كان أهل تلك البقعة يقدسون الجماجم وربما كانوا يعبودنها!

العثور على إنديانابوليس

يعد غرق الفرقاطة “إنديانابوليس” واحدا من أسوأ الكوارث التي تعرضت لها البحرية الأمريكية طوال تاريخها، حيث أطلق عليها طوربيد من قبل غواصة يابانية في عام 1945، أسفر عن غرقها خلال 15 دقيقة فقط في شمال المحيط الهادئ، بعدما شاركت في عملية إسقاط القنبلة الذرية على مدينة هيروشيما.

بعدها بثلاثة أيام عثرت الطائرات الأمريكية على الجنود الناجين، إلا أنه نتيجة عدم إطلاق الفرقاطة أي نداء استغاثة قبل ضربها، وجدت صعوبة كبيرة في العثور عليها أو تحديد إحداثياتها، وظلت عملية البحث مستمرة عدة سنوات، قبل أن يتم التوصل إلى حطامها بعد 72 عاما على عمق 18 ألف قدم تحت مياه شمال المحيط الهادئ.

الكعكة المتجمدة

عثرت رحلة استشكافية، على كعكة فواكه في حالة جيدة داخل أقدم مبنى مقام في القارة القطبية الجنوبية “أنتاركتيكا”، بالرغم من أنها قد صنعت قبل 106 أعوام!

ويعتقد العلماء أن الكعكة تركت في عام 1911 داخل كوخ أقيم في عام 1899، من قبل أعضاء في حملة المستكشف البريطاني روبرت فالكون، وبالرغم من أن الإيناء الذي وضعت فيه الكعكة كان صدءا، إلا أن الكعكة نفسها كانت في حالة جيدة للغاية بسبب الأجواء شديدة البرودة التي ساعدت على حفظها كل تلك السنوات، حتى بدت وكأنها صنعت للتو، بل واحتفظت برائحتها المميزة أيضا!

الذئب الأزتيكي

في وسط العاصمة المكسيكية، وبالتحديد عند سفح معبد “الأزتيك الكبير”، عثر العلماء على مجموعة من القطع الأثرية الذهبية وهيكل عظمي لذئب يعود إلى حضارة الأزتيك، وهي خبيئة يعتقد أنها أعدت قبل ما يزيد على 500 عام.

وتضمن الاكتشاف العديد من التحف الذهبية التي كان يتم تزيين الذئب بها ضمن طقس يتعلق بالحياة في العالم الآخر، حيث دفنت هذه المجموعة خلال فترة التوسع الإمبراطوري الكبير لحضارة الأزتيك في الفترة ما بين 1486-1502م، وهو اكتشاف قيم ونادر بدرجة كبيرة.

فجر الكتابة المصرية

في شهر يونيو الماضي، تمكنت بعثة أثرية من جامعة ييل الأمريكية، من العثور على موقع جديد لنقوش صخرية بالقرب من مدينة الكاب في الأقصر، تمثل أوائل أشكال الكتابة في مصر القديمة.

وقال علماء الآثار إن الاكتشاف الجديد يزيح الستار عن بعض مراحل تطور الكتابة المصرية ويقدم دليلا على كيفية اختراع المصريين القدماء لنظام الكتابة المتفرد، حيث يرجع تاريخ تلك النقوش إلى عام 3250 قبل الميلاد.

كهف الجينات الوراثية

نجح مجموعة من العلماء من معهد “ماكس بلانك” للأنثروبولوجيا التطورية، في التوصل إلى طريقة جديدة للبحث عن بقايا الإنسان الأول، عبر التنقيب عن الحمض النووي في الرواسب داخل الكهوف.

وكللت جهود فريق البحث بالعثور على الحمض النووي لإنسان “النياندرتال” في عدة مواقع يرجع تاريخها إلى ما قبل 100 ألف سنة، في كل من فرنسا وبلجيكا وإسبانيا وكرواتيا وروسيا، وبذلك تمكنوا من إثبات أنه يمكن الوصول إلى الحمض النووي للإنسان الأول حتى وإن لم يتم العثور على عظام بشرية.

كنز ذهبي من الحصر الحديدي!

عثر خلال عام 2017، على 4 قطع من المشغولات الذهبية يعود تاريخها إلى 400 عام قبل الميلاد، اعتبرت أقدم قطع ذهبية وجدت على الإطلاق داخل بريطانيا.

ويرجح العلماء الذين توصلوا لهذا الاكتشاف، أن تلك القطع كانت مخصصة للنساء، مؤكدين أنها ساعدت في كشف جانب هام من التاريخ البريطاني، حيث تخلى البريطانيون عن ارتداء وتصنيع المجوهرات الذهبية في فترة سبقت ميلاد المسيح بعدة قرون، بسبب ضعف خطوط التجارة في تلك الفترة، وهو ما يرجح أن تلك القطع لم تصنع داخل بريطانيا، وإنما أرسلت كهدية من خارج القارة الأوروبية إلى أحد الشخصيات ذات النفوذ في بريطانيا.

أقدم قناة مائية

عثر عمال البناء في خط مترو روما الجديد، على أجزاء من أقدم قناة مائية أنشئت في روما، يعود تاريخها إلى 312 عاما قبل الميلاد، بالقرب من مبنى “الكولوسيوم” الشهير في وسط العاصمة الإيطالية.

ولم يكن من الممكن الوصول إلى هذا الاكتشاف إلا بسبب الحفريات التي تجرى حاليا في المترو، حيث أن القناة كانت على عمق يصل إلى 60 قدما تحت سطح الأرض، وهو عمق شديد لا يمكن الوصول إليه عادة من قبل العلماء العاملين في الحفريات الأثرية، فيما تشير بعض الدلائل إلى أن القناة لم تستخدم لفترة طويلة، نتيجة الغياب التام لأي آثار من الحجر الجيري داخلها.

دوائر أفبوري المحيرة

توصل العلماء عن طريق تكنولوجيا الرادار، إلى ما يعتقدون أنه منزل من العصر الحجري الحديث، أقيم داخل موقع “دوائر أفبوري” في شمال ستونهنج ببريطانيا، حيث يعد أحد أكثر المواقع الأثرية المميزة في أوروبا برمتها.

الاكتشاف الجديد، سوف دفع العلماء للبحث عن نظريات جديدة لطريقة بناء دوائر أفبوري والغرض منها، وهل وضعت الأحجار التي شكلت تلك الدوائر الشهيرة بشكل منفصل، أم أنها كانت مجتمعة في يوما ما لتشكل مبنى واحدا متماسك؟ وهو ما يهدم العديد من النظريات التي وضعت حول أفبوري.

عظام الأجداد

توصلت أعمال الحفريات في جبل إرهود بالقرب من الساحل المغربي، إلى عظام بشرية يبلغ عمرها 300 ألف سنة، وهي بذلك تعد من أقدم البقايا البشرية في سلاسلة “هومو سابينز”.

الحفريات كانت قد بدأت في عام 2006، وظلت مستمرة ما يزيد على 10 سنوات متواصلة، حيث عثروا في النهاية على تلك العظام، التي قدمت لمحة أقرب للتعرف على أجداد الإنسان.