الجيل الذي عاش فرحة المصريين بالوصول إلى كأس العالم 1990 بإيطاليا، يعرف جيدا جيلا كاملا من المعلقين العظماء الذين مروا على تاريخ مصر. يعرف جيدا الكابتن محمد لطيف، الذي توفي في مارس 1990 أي قبل بدء المونديال بثلاثة أشهر، كذلك يعرفون الكابتن علي زيوار الذي توفي في 2005 لكنه اعتزل التعليق قبلها بفترة كبيرة، وهو صاحب مقولة “إيه الحلاوة دي” الشهيرة.
يعرفون الكابتن أحمد عفت ومقولته “يا سلام”، والذي وافته المنية وهو يعلق أحد المباريات في التسعينيات، كذلك يعرفون الداهية ميمي الشربيني المعلق الذي أبهر الجميع في كأس العالم 1986، وشكل مدرسة كبرى ينهل منها كل المعلقين الذين أتوا من بعده.
كذلك يعرفون العميد ناجي جويني الذي شكل مع محمود بكر دويتو في كأس العالم 1990، كذلك يعرفون حمادة إمام الذي كان يتحسس خطواته الأولى في التعليق الرياضي.
لكن لن ينسى هذا الجيل بالتأكيد حسين مدكور معلق مباراة مصر والجزائر سنة 1989، والتي أحرز خلالها حسام حسن هدف الفوز والتأهل لكأس العالم.
أما الجيل الحالي فبالتأكيد لن يسنوا الكابتن مدحت شلبي الذي علق على مباراة الصعود إلى روسيا 2018، والتي فاز فيها المنتخب المصري على الكونغو بهدفين أحرزهما محمد صلاح، مقابل هدف واحد للمنتخب الأفريقي.
فروق عديدة بين الرجلين، تجملهما “عرب لايت” في الآتي:
1- اللغة الروسية:
حسين مدكور لم يتحدث الإيطالية فرحا بالوصول إلى المونديال الذي أقيم في إيطاليا، بينما تحدث مدحت شلبي الروسية باعتبار أن المونديال القادم سيقام في روسيا، ونطق أسماء اللاعبين المصريين بالروسية، فاستبدل الحاء بخاء، فصار محمد صلاح، مخمد صلاخ، كذلك نطق اسم اللاعب محمود حسن تريزيجيه بطريقة غريبة، وهي مخمود خسن تريزيجاو.
2- الإيفيهات:
لم يشتهر عن حسين مدكور أنه “بتاع إيفيهات” كشيخ المعلقين محمد لطيف، وأيضا كعلي زيوار رحمهما الله، فخرج تعليق مباراة الجزائر جادا يليق بالحدث، أما مدحت شلبي فاعتاد تكرار الإيفيهات ومنها مقولته “الكونغو مش هي الفرقة الكومبو”، وذلك على غرار إيفيه كان قد أطلقه في مباراة أوغندا حيث قال “أوغندا مش هي الدبة الباندا”.
3- السياسة:
كان من المعروف أن جيل المعلقين الأوائل لا يقحم السياسة في الرياضة، اللهم إلا شكر مشهور للكابتن لطيف لرجال الأمن على انضباط الملعب، وكذلك ذكر الضيوف من السياسيين إذا كانوا من بين الحاضرين، وهو ما حدث بالفعل مع حسين مدكور في المباراة، حيث اكتفى الرجل بالتعليق الكروي فقط، أما شلبي فاتخذ من المباراة ومن الحدث منبرا للحديث في السياسة.
4- الاحترافية:
اهتم حسين مدكور بالوصف التفصيلي لأحداث المباراة، كذلك اهتم بلاعبي الفريق الجزائري الذي كان حديث القارة الأفريقية وقتها، حيث امتلك العديد من اللاعبين الأفذاذ، وفي مقدمتهم رابح ماجر والأخضر بلومي ومناد وغيرهم، ولم يخطيء مدكور في ذكر اسم أحدهم، بينما انتهج شلبي ومنذ بداية المباراة منهج تقزيم المنافس، حيث أكد أنه سيقول أسماء فريق الكونغو على الرغم من أنها غير مهمة أو لا يعرفها الجمهور، كذلك وصف أحد مدافعيه بلفظ “الغشيم”.