يتابع العالم بخوف وترقب، تلك البقعة الشمسية التى ظهرت مؤخرا على سطح نجمنا الشمس ويطلق عليها الرمز 2738AR، وهي عبارة عن مناطق منخفضة الحرارة داخل الشمس بالمقارنة بما حولها، وتمتاز بنشاط مغناطيسي كبير، وتظهر كبقعة سوداء مظلمة.

يبلغ قطر البقعة الشمسية، التي تم رصدها، ضعف قطر الأرض، أي ما يزيد عن 100 ألف كيلو متر، تظهر في الجانب الشرقي للشمس، ويمكنها إطلاق عاصفة شمسية عنيفة بقوة تعادل ضعف قوة القنبلة الذرية 100 مليون مرة.

تلك البقع الشمسية شائعة الحدوث خلال دورة دوران الشمس، إلا أن تلك هي الأكبر حتى يومنا هذا، ورصد مؤخرا شريط ضوئي يقسم البقعة لنصفين، قد ينتج عاصفة شمسية قوية خلال الأيام القادمة، وتستغرق الانبعاثات الشمسية، من 15 إلى 18 ساعة للوصول إلى الأرض.

مخاوف تكنولوجية

ويعد السيناريو الأسوأ لضرب العواصف الشمسية لكوكبنا الأرض هو انقطاع الكهرباء فى أوربا وأمريكا، وحدوث تشويش لأجهزة الاتصالات الفضائية، وأجهزة تحديد المواقع الجغرافية، وكذلك تأثر شبكات المحمول وانقطاع البث الفضائي التلفزيوني، كما أن الإنسان لن يستطيع الصمود أمام تلك الإشعاعات فقد يصاب البعض بالأمراض السرطانية، أما السيناريو الإيجابي هو ظهور الشفق القطبي الشمالي وأضواء السماء الشمالية، ولكن يصعب التنبؤ بالزمان أو المكان الذى ستهاجمه العاصفة.

ويعتقد خبراء الطقس والمناخ، أن لتلك البقع الشمسية تأثيرات على التغيرات المناخية التي شهدتها الأرض في العامين الماضي والحالي، متمثلة في الأعاصير والفيضانات وتغيرات درجات الحرارة المفاجئة، كما في أمريكا، حيث شهدت عاصفة ثلجية، هي الأسوأ منذ 16 عام، وصلت درجات الحرارة في بعض الولايات إلى 30 درجة تحت الصفر، كذلك بريطانيا، انخفضت فيها درجات الحرارة بشكل كبير لم تشهده البلاد منذ 7 سنوات.

بين الماضي والحاضر

تم رصد أولى البقع الشمسية من قبل الصينين بالعين المجردة منذ حوالى 2000 عام، وكان جاليليو جاليلي، العالم الفلكي الإيطالي هو أول من رصد تلك البقع بالتليسكوب عام 1612.

أسوأ سيناريو يمكن أن تحدثه البقعة الشمسية هو انقطاع الكهرباء عن أوروبا وأمريكا

يذكر أنه في عام 1859، ضربت إحدى العواصف الشمسية الأرض فيما عرف بحادثة كارينجتون، كانت سماء الليل منيرة في جبال روكي وكأنه النهار بفعل أضواء الشفق القطبي، وضربت العاصفة خطوط التلغراف، وشحنتها بالكهرباء فاشتعلت النيران، لتنقطع كافة الاتصالات آنذاك.

تلك الحادثة، هي ما فتح المجال أمام علماء الفلك، لدراسة ما يعرف بالطقس الفضائي، وإرسال البعثات الفضائية للمساعدة في دراسة تلك الظواهر الكونية، وإمكانية التنبؤ بحدوثها، لتخفيف الأضرار التي قد تلحق بكوكبنا في المستقبل.

الصينيون رصدوا البقع الشمسية بالعين المجردة منذ 2000 عام، وجاليليو جاليلي أول من رصدها بالتليسكوب عام 1612