هل تتذكرون “لوسي ابن طنط فكيهة”؟، هذا الممثل الرائع الذي جسد أحد الأدوار المهمة في فيلم “إشاعة حب”؟ سنة 1960. وهل تتذكرون الشاب “ريكو” الذي جسد دوراً صغيراً في فيلم “البحث عن فضيحة” سنة 1973؟

الجمهور قد يتذكر اسم الشخصيتين اللتين جسداهما في الفيلمين الناجحين، لكنه لن يتذكر أسمائهما الحقيقية.

“لوسي” في الحقيقة هو الممثل جمال رمسيس، شقيق الممثل “ميمو رمسيس”، وبالرغم من الشهرة التي حققها من أدواره البسيطة في السينما المصرية، إلا أن المعلومات المتوافرة عنه قليلة ومتضاربة، حيث تشير أغلب مواقع الإنترنت إلى أنه هاجر من مصر إلى أمريكا في مطلع الستينيات، وكان له نشاط فني خارج مصر في الخمسينات.

 

جمال رمسيس في فيلم “إشاعة حب”

في 1959 عاد جمال رمسيس وشقيقه إلى مصر، وشاركا سوياً في أول عمل فني هو فيلم “إسماعيل ياسين في البوليس السري”، حيث جسد “ميمو” دور رئيس العصابة الذي أوهم البوليس أنه مجنون ليهرب من إسماعيل ياسين، بينما جسد جمال شخصية أحد أفراد العصابة.

وفي 1960 قدم جمال أهم أدواره الفنية مع المخرج فطين عبدالوهاب، وهو دور “لوسي ابن طنط فكيهة” في فيلم “إشاعة حب” مع سعاد حسني وعمر الشريف ويوسف وهبي، وجسد جمال في الفيلم دور الشاب “الفافي” الذي يهوى الرقص، ويحترف إيقاع الفتيات في حبه.

أما “ريكو” وهي الشخصية الشهيرة الأخرى للشاب “الفافي” في السينما، فكانت للمخرج الراحل مؤخراً ناجي أنجلو، وهو الحاصل على دبلوم المعهد العالي للسينما في العام 1966.

ناجي أنجلو ومرفت أمين في فيلم إشاعة حب

قد لا يعرف الكثيرون أن أنجلو بدأ حياته كممثل من خلال مسلسل “رجل ذو خمسة وجوه” في العام 1969، ثم جسد دوره الشهير في فيلم “البحث عن فضيحة” في 1973، وآخر أدواره كممثل كان دوره في مسلسل “إصلاحية جبل الليمون” في 1979.

في 1973، وفي نفس عام تجسيده لفيلم “البحث عن فضيحة” بدأ عمله مخرجاً من خلال الفيلم القصير “الأصابع الثلاثة”، ثم انطلق في عالم الإخراج، وقدم عدة أعمال منها فيلم “زيارة سرية” و”الذكاء المدمر” و”لقاء في شهر العسل”.

اختلف ناجي إنجلو كمخرج مع النجم أحمد زكي في أثناء تصوير أحد مشاهد مسلسل بعنوان “الرجل الذي فقد ذاكرته مرتين”، حيث كان من المفترض أن يجلس زكي في داخل برميل ماء متسخ، حيث فضل أنجلو أن يكون الماء نقي، لكن زكي أصر أن يكون الماء متسخ، لكي يؤدي المشهد بإحساس قوي.

توقف أنجلو عن الإخراج في العام 1994، وسافر إلى خارج مصر، ثم عاد وقدم آخر أعماله العام 2009، وهو مسلسل “فستان فرح”.

مفارقتان عجيبتان عن الرجلين تحديداً، إحداهما مفارقة فنية وأخرى تاريخية. المفارقة الفنية أنهما اشتركا مع يوسف وهبي في معظم مشاهد الفيلمين، حيث كانت تنال تصرفاتهما استهجانه بشدة، خصوصاً وأن “لوسي” كان صديق ابنته “سميحة” والتي جسدتها الراحلة سعاد حسني، أما “ريكو” فكان عريساً لابنته “حنان” أو ميرفت أمين.

تتطلب عرض الشرائح هذه للجافا سكريبت.

أما المفارقة التاريخية، ففي التسعينات ومع ظهور مسلسل “رأفت الهجان” لمحمود عبدالعزيز، ترددت شائعات عن أن جمال رمسيس وناجي أنجلو، هما رجل المخابرات، رفعت الجمال، وتم الربط بين الثلاثة بسبب تسريحة الشعر التي اشتهر بها محمود عبدالعزيز في مسلسله، والسبب الثاني وهو أن هناك بعض الأقاويل التي أكدت أن رأفت الهجان كان قد دخل المجال الفني، ولكن بعد فترة خرجت صورة رفعت الجمال الحقيقية، والتي كانت بعيدة كل البعد عن الممثلين الراحلين.

توفي جمال رمسيس في عام 2001 عن عمر ناهز 80 عاماً في أمريكا، بينما توفي ناجي أنجلو في 9 أبريل من العام 2019 عن عمر يناهز 77 عاماً.

رفعت الجمال

في مخيلة الجمهور ظل الاثنان أفضل من جسدا دور “الشاب الفافي” في السينما المصرية، إلا أن بعض الممثلين ظهروا بنفس الدور أيضاً.

قديماً كانت شخصية “حكمت شركس” في فيلم “آه من حواء”، وهي للممثل عصام عبده، وجسد دور شخصية خطيب “أميرة” أو لبنى عبدالعزيز، الذي استعانت به لتكيد لزوجها رشدي أباظة.

وعصام عبده ممثل ومطرب مصرى، اسمه بالكامل عصام ابراهيم عبده، بدأ مشواره الفني بدور “نبيل الصغير” في فيلم يوسف شاهين “بابا أمين” في العام ١٩٥٠، وواصل مشواره كطفل في عدة أفلام ثم اتجه إلى الغناء ولم يحقق الانتشار المطلوب فعاد للتمثيل مرة أخرى، لكنه أيضاً لم يظهر في أعمال كثيرة.

يتذكره الجمهور عصام عبده جيداً، حيث أنه غنى أغنية “مصطفى يا مصطفى” في فيلم “الحب كده” بطولة صلاح ذو الفقار وصباح، لكنه اختفى لفترة طويلة، وعاد بدور آخر في فيلم “الرجل الثالث” مع أحمد زكي وليلى علوي في منتصف التسعينات.

أما حديثاً فتعتبر شخصية “بهاء” في فيلم “التجربة الدنيماركية” بطولة عادل إمام، إحدى هذه الأدوار المشهورة، وهي للمثل خالد شبل، الذي اشتهر بهذا الدور، ولم يظهر في أدوار كثيرة. جسد شبل في الفيلم دور العريس الذي يتزوج من فتاة كان الزعيم عادل إمام وأولاده يسمونها “الفتاة الخبرة”.

خالد شبل في فيلم “التجربة الدنماركية”