عدد كبير من نجوم الفن اعترفوا أنهم ترددوا على أطباء نفسيين، ولكن لماذا؟

يقول الطبيب النفسي الشهير الدكتور يحيى الرخاوي في لقاء إعلامي سابق إن زيارة الطبيب النفسي أمر واجب للجميع، وليس لفئة بعينها، كما أن فكرة التردد على الإخصائيين النفسيين ليست معيبة، وأن ذلك الشخص الذي يتخذ قرار زيارة الطبيب ليس بالضرورة مجنوناً، كما صورها الفن في عدد هائل من الأعمال.

بنظرة بسيطة على التاريخ الفني نجد أن الراحلة سعاد حسني كانت تتردد على عدد كبير من الأطباء النفسيين، ومنهم أحمد فايق، وصالح حزين، ومصطفى زيور، وهو الذي كانت تعتبره أباً لها في وقت من الأوقات.

ويروي الدكتور عصام عبد الصمد، الطبيب المصري الذي تولى متابعة حالة السندريلا في آخر سنواتها في لندن، أنها ظلت تعاني من الاكتئاب لمدة تفوق الـ15 سنة، ويضيف في كتابه “سعاد حسني.. بعيداً عن الوطن.. ذكريات وحكايات”، أن أسباب مرضها متعددة منها عدم نجاح آخر أفلامها “الدرجة الثالثة” و”الراعي والنساء”، وكذلك وفاة الشاعر الكبير صلاح جاهين، والذي كانت تعتبره أبوها الروحي، وأيضاً إصابتها بشلل بسيط في وجهها”.

أما العندليب الأسمر عبدالحليم حافظ فاعترف في حلقات له نشرتها مجلة “صباح الخير” العام 1977 بعنوان (لماذا فشلت في الحب)، بأنه تردد على طبيب نفسي فأدخله في اختبار لدراسة شخصيته، ومن بين الأسئلة التي أوردها العندليب في الحلقات:

هل تحب أن تمشي وتصر على أن تمشي في الشوارع بلا هدف؟

– نعم عندما أرقد على سرير المرض تكون رغبتى في أن أسير، أن أقفز من السرير وأمشى ويصبح اليوم كيوم العيد لو سمح لى الأطباء بالمشى.

هل لا تستطيع أن تبت في الأمور بصورة قاطعة ولذلك فقدت الكثير؟

– لا.. إننى أملك القدرة على الحكم بسرعة في أي أمر، لقد فقدت الكثير لأنى متسرع.

هل تهتم بمظهرك؟

– أنا أحب أن أكون طبيعيا، ومن طبيعتي النظافة وقد تعودت منذ الطفولة عليها.

هل فشلت في الحب؟

– نعم فشلت في أن أبني بيتا مع من أحب، وليس هذا بسببي.. ولكن بسبب مرضها، لكن عندما يحدث الحب فإن السؤال دائما الذي لا تجد له إجابة.. لماذا فشلت في الحب؟

أما عالمياً، فتعتبر النجمة الراحلة مارلين مونرو أشهر من ترددن على الأطباء النفسيين. وقصة إصابتها بالاكتئاب بدأت عندما عرف المسؤولون في البيت الابيض الأمريكي الخطورة التي تكمن خلف هذه الفتاة الحسناء، ومن ثم عملوا على قطع علاقاتها بمركز الحكم في أمريكا، وذلك بعد يومين من حضور مونرو لعيد ميلاد الرئيس جون كندي في مايو 1962.

بالفعل لم يُسمح لمارلين بدخول البيت الأبيض مرة ثانية، وكذلك تم وقف خط الهاتف الخاص الذي كانت تتصل به مع الرئيس كندي وبدون إبداء اية تفسيرات، وعندما طالبت بتفسير هذا التصرف فوجئت بهم يقولون لها بأن شقيق الرئيس أيضاً يرغب بقطع علاقاته معها.

وفور سماعها بهذه الأخبار بدأت مارلين مونرو تمر بمرحلة اكتئاب نفسي شديد، خاصة بعد أن شعرت بأنه تم إلقائها خارج أضواء السياسة الأمريكية بشكل مهين ومذل، ومنذ هذه اللحظات بدأت مونرو تستعين بطبيب نفسي خاص يشرف على حالتها. الغريب أن مارلين ماتت في أغسطس من العام ذاته، أي بعد 3 شهور من بداية العلاج عند طبيب نفسي.

حديثاً، فإن عدداً كبيراً من النجوم ترددوا على أطباء نفسيين، ومنهم غادة عبدالرازق التي تؤكد أن الذهاب إلى الطبيب النفسي أمر صحي جداً، وأنها تلجأ إليه لأنها تشعر بالاكتئاب الدائم وتزيد عندها حالة الاكتئاب في فصلي الخريف والشتاء، مؤكدة أن الأطباء يصفون لها الأدوية المهدئة لأنها تتعرض إلى العديد من المشاكل في حياتها منها الصراع داخل الوسط الفني، بالإضافة إلى أنها تؤدي العديد من الأدوار التي تؤثر عليها وليس هناك طريقة للخروج من هذا التأثير إلا عن طريق الذهاب إلى الطبيب النفسي.

ومؤخراً أكدت الفنانة إليسا أن زيارة الطبيب النفسي أمر مهم، وأن ما يردده البعض من أن الطب النفسي للمجانين أمر غير صحيح تماماً. وقالت إليسا عبر مواقع التواصل الاجتماعي أن “الصحة النفسية ليست للمجانين متل ما قالوا لنا… الطبيب النفسي مثل حكيم الأسنان لازم نزوره دورياً لنكون مرتاحين وبعاد عن الاكتئاب والانهيار، كلكن ارفعوا الصوت معنا لدعم الصحة النفسية”.

وتابعت إليسا “كثير من نجمات المجتمع الأجانب، ومنهم ليدي جاغج، وميشيل أوباما وغيرهن الكثير.. كلهن يقفن لسبب واحد: الوعي بالصحة العقلية وأنا أيضاً.. إذا كنت بحاجة إلى مساعدة أطلب ذلك”.

وعالمياً، فإن أشهر المترددات على أطباء نفسيين هي النجمة العالمية كاثرين زيتا جونز، والتي على رغم استقرار حياتها العائلية مع زوجها النجم مايكل دوجلاس، إلا أنها لم تسلم من الاضطرابات النفسية حيث إنها أصيبت من قبل بالاكتئاب الهوسي.

وأشارت التقارير إلى أن كاثرين، والتي لديها فتاة وولد من زوجها، كانت تكافح ضد الاكتئاب منذ أصيب دوجلاس بسرطان الحلق، والذى كان يأخذ العلاج الكيماوي والإشعاعي، لكنها لم تستطع المقاومة أكثر، واضطرت للذهاب إلى مصحة نفسية لمساعدتها على تخطي الأزمة التى تمر بها.