أول تسجيل لظهور موضة ترك الشعر أعلى الشفاة، أو ما يعرف بـ”الشنب” كان في لوحة الكهوف التي يعود تاريخها لـ300 عاما قبل الميلاد وتصور محارب يعدى سيثيان له شارب مصفف بعناية بالغة مما يوحي أنه تعمد تركه وعدم حلاقته، ومن هنا قيل أن الشنب موضة.

ومع ذلك، فإن الكثير من المنحوتات الأثرية المصرية القديمة، التي يرجع تاريخها إلى عام 2650 قبل الميلاد، يظهر بها رجال لهم شوارب، رسمت بعض هذه الصور لرجال على جدران المعابد وأخرى على السفن، كما كان الشارب يعد بمثابة موضة في مصر حتى عام 1800 قبل الميلاد، عندما حظر أحد الفراعنة على المصريين ترك شواربهم لسبب لم تذكره كتب التاريخ.

وقبل الميلاد، كانت هناك العديد من القوانين والتشريعات المتعلقة بشعر الوجه، مثل الشارب واللحية في العديد من البلدان، ولكن لم يكن يطلق على الشارب سوى كلمة “شعر الوجه”، وعلى سبيل المثال الرومان كانوا يدركون ما هو شعر الوجه ويعرفونه في ثقافتهم ولكن لا توجد كلمة في اللاتينية تعني شارب أو لحية.

وفي اليونان القديمة، كان الحلاقون أشخاص لهم دور هام في المجتمع منذ القرن السادس قبل الميلاد، وكان للشعر فوق الشفاه ثلاثة دلالات، من ضمنها الشهوة.

“موستاشيو” كلمة اقترضها الإيطاليون في العصور الوسطى من الفرنسيين يطلقوها على الشعر أعلى الشفاه، وحدث ذلك على الأرجح خلال القرن الخامس عشر، عندما كان الملك تشارلز الثامن منخرط في حملاته في جنوب إيطاليا.

كما كان الفرنسيين مشتهرين بترك شاربهم وهكذا صورتهم أغلب الكتابات التاريخية، بالإضافة إلى اهتمامهم بتقليم الشعر واللحى والشوارب، ومن هنا ازدهرت مهنة الحلاق الذي كان يقوم بوظائف أخرى متعلقة بالرعاية الصحية وعلاج الأسنان، ليتم تشكيل أول نقابة للحلاقين في العصور الوسطى في فرنسا، وبالتحديد عام 1076.

وبناء على ذلك اعتبروا أن الشنب فكرة وليدة المجتمع الفرنسي، خاصة أن أغلب حكام وملوك فرنسا تركوا شعر الوجه بما فيه الشارب واللحية، ومن بينهم فرانسوا الأول (ولد في 1494) ولويس الرابع عشر (توفي في 1715)، وبالرغم من هذا الادعاء، إلا أن الرسومات المصرية القديمة لها رأي آخر.