يرى بعض الباحثين، أن مشروب “البيرة”، هو أقدم المشروبات الروحية التي صنعت في التاريخ، حتى أن البعض ينسب اختراعها إلى المصريين القدماء بزعم أن هناك وصفات لتحضير البيرة عثر عليها منقوشة على جدران بعض المباني القديمة.

وتعد “البيرة” المشروب الكحلي الأكثر انتشارا على مستوى العالم، وثالث أكثر مشروب يستهلك على وجه الأرض بعد الماء والشاي، وبغض النظر عن الكثير من العادات الغريبة التي ارتبطت بالبيرة على مر العصور، إلا أن أغربها على الإطلاق، هو ما عرف تاريخيا باسم “صيام البيرة”!

ففي عام 1694 والتحديد في موسم الصوم الكبير، قرر عدد من الرهبان أطلق عليها اسم “رهبان بولانر” تغيير مفهوم الصوم واللجوء إلى طريقة مختلفة أثارت جدلا مسيحيا واسعا.

والصوم الكبير، هو أحد فترات الصيام التي تلتزم بها العديد من الكنائس المسيحية، والتي تصل إلى 50 يوما، وتختلف طقوسه حسب الطائفة، حيث تمتنع بعض الطوائف عن تناول الطعام تماما لعدة ساعات محددة طوال اليوم، بينما تمتنع طوائف أخرى عن تناول بعض الأطعمة، خاصة اللحوم، طوال فترة الصيام.

إلا أن رهبان “بولانر” لم يلتزموا بأي من هذه الطوائف، بل ابتدعوا صياما من نوع خاص، حيث قرروا الامتناع عن تناول كل ألوان الطعام، وظلوا طوال فترة الصيام لا يتناولون إلا البيرة والماء فقط لمدة تزيد على 40 يوما متواصلة!

وبهذه الطريقة لم يكن الصيام ديني على الإطلاق، حيث أصبح الرهبان في حالة سكر دائم، وللحفاظ على أجسامهم من أي مخاطر قد يتعرضون لها نتيجة نقص الغذاء، قاموا بابتكار نوع مختلف منن البيرة أطلقوا عليه اسم “دوبيلبوك”، وكان بمثابة “خبز سائل” تحتوي على العناصر الغذائية المطلوبة ولكن في هيئة مشروب سميك يحتوي على نسبة كبيرة من الكحول أكبر من الموجودة في البيرة العادية.

وبالرغم من أن البعض يستند إلى هذه الواقعة في أن الإنسان يمكنه أن يعيش على الكحليات فترة طويلة دون أن يلقى حتفه، إلا أن آخرين يرونها نقطة سوداء في التاريخ يجب نسيانها.