أن كل فنان داخل رأسه الكثير من الشخصيات غير الاعتيادية، أخرج الفنان الكبير مايكل أنجلو شخصية المحتال عندما كان في حاجة للمال في بدايات حياته.

ففي عام 1492، كان مايكل أنجلو مجرد فنان شاب يكافح من أجل كسب قوت يومه، ولتلبية نفقاته، وسافر حول إيطاليا بحثا عن مشترين جدد ورعاة لفنه، وظل الناس يتجاهلون عبقرية مايكل أنجلو ويشترون التماثيل الكلاسيكية القديمة بدلا من ذلك.
وقتها خطرت على بال مايكل أنجلو فكرة مفادها: إذا كانت الناس تريد شراء التماثيل الرومانية القديمة سأبيع لهم التماثيل الرومانية القديمة!

في ذات يوم حضر مايكل أنجلو أحد المزادات وقد عرض تمثال “كيوبيد النائم” ومرر التمثال على الحاضرين وكأنه تمثال قدم أثري، دفنه في الطين ثم أخرجه وخشنة من الخارج ليصبح مثل القديم تماماً، وكانت المفاجأة هي نجاح الخدعة حيث اشتراه “الكاردينال رياريو” وكان بإمكان مايكل أنجلوا أن يأخذ النقود ويبتعد عن هذا المكان دون أن يكتشف أحد أمره، ولكنه الفنان الذي داخله رفض خداع الناس.

لذا وعقب إتمام عملية الشراء، ذهب مايكل أنجلو إلى منزل “الكاردينال رياريو” واعترف له بالحقيقية وقال له إنه نحات وفعل هذا لحاجته إلى المال وأنه لا يريد أن يعمل بشيء سوى النحت ويكره أن يكون شخصا مخادع.

جن جنون “رياريو” وكان محبط جداً من كونه تم خداعه وأن التمثال ليس قديم كما كان يعتقد، ولكن أثار إعجابه نجاح مايكل أنجلو في النحت بهذه البراعة وكونه فنان صادق وناجح أكسبه الاحترام عند الرجل.

ومكافأة لمايكل أنجلو على صدقه، قام الكاردينال بشراء اثنتين من أشهر أعمال مايكل أنجلو، هما تمثالي “باخوس” و”بييتا”، وهو ما كان سببا في شهرة أنجلو لاحقا وازدهار حياته المهنية، حتى أصبح واحدا من عظماء الفن في التاريخ واعتبر تمثاله الشهير “داوود” أفضل عمل نحتي أنتجته البشرية على الإطلاق.