مع اقتراب الأعياد، يكثر الحديث عن اكتئاب العيد أو الاكتئاب الموسمي الذي يصيب البعض في أيام الأعياد بالتحديد، فكثيراً ما تعلوا أصوات الأشخاص المصابين بالملل في أيام عيدي الأضحى والفطر، كذلك يشعر الكثير من الأشخاص بالاكتئاب مع اقتراب عيد الميلاد، ولهذه الظاهرة تفسير علمي.

فهناك أسباب عديدة ليشعر الشخص بالكآبة والحزن فترة الأعياد، ولا تصنف كلها بالاكتئاب المرضي إلا إذا تكررت هذه الحالة في الأعياد كل عام بشكل دائم، وهذا ما توضحه لنا مختصة علم النفس وطبيبة الأمراض النفسية “مايا خاطر فاخوري”، التي تجيب لنا عن سؤال لماذا يصاب الشخص بالاكتئاب الموسمي أو أكتئاب فترة الأعياد؟

المقارنة والفقد

جميعنا معرض لفقد أحد الأشخاص المقربين له وهذا الشعور بالفقد يزيد كلما جاءت مناسبة سعيدة ونتذكر الأشخاص الذين كنا نشاركهم اللحظات السعيدة وفرحة العيد، لذلك نشعر بالحزن والكآبة، وخاصة عندما نقارن أنفسنا بأشخاص آخرين يتمتعون بقرب ذويهم.

التحضيرات والتنظيمات

عمليات التحضير للأعياد تشعر البعض بالضغط والتوتر بسبب كثرة النفقات والترتيبات والتي غالباً لا تتوافق مع مدة أيام العطلة فنشعر دائماً بأننا في مأزق ونسابق الزمن لنحقق كل التزاماتنا، وهؤلاء الأشخاص الذين يحبون أن ينجزوا كل الأعمال على أكمل وجه غالباً ما يشعرون بتأنيب الضمير الذي يؤدي للاكتئاب.

توقعات عالية

الكآبة التي تصيب الشباب المراهقين غالباً ما يكون سببها الطموحات العالية جداً لفترة العيد، حيث يعتقدون أنهم سيقضون عيد مختلف ومليء بالمفاجآت، ثم يكتشفون أنهم يقضون عيد تقليدي وعادي جداً، لذلك ينصحهم علم النفس بمقاومة هذا النوع من الكآبة بالترتيب الجيد ووضع خطة مناسبة في حدود الممكن والمعقول للاستمتاع بالعيد.

مدمنو العمل

هناك نوع آخر من الأشخاص يصابون بالكآبة بسبب إدمانهم على العمل والتفاني به بشكل كبير ولذلك يشعرون بالملل لمجرد أنهم يستيقظون مبكراً فلا يجدون ما يفعلونه في يوم العطلة، وهؤلاء الأشخاص ينصحهم علم النفس بالحفاظ على بعض الروتين الذي كانوا يتبعونه في أيام العمل مثل التريض صباحاً أو قراءة الصحف.

اكتئاب الشتاء

وآخر نوع هو المرتبط بأعياد الميلاد تحديدا، حيث تنقص أشعة الشمس التي تساعد على تكوين هرمون السعادة وعندما تقل نسبة هذه الأشعة في الشتاء لا يستطيع الإنسان أخذ كفايته منها، لذلك يشعر بالكآبة.