يبدو أن “سفيرتنا إلى النجوم”، “جارة القمر”، فيروز، لن تتمكن من أداء مهامها مع الفضائيين، بعدما سبقها الزعيم النازي أدولف هتلر وأطلق رسائله إلى الكائنات التي يعتقد البعض أنها تسبح في الفضاء على بعد ملايين السنين الضوئية من الأرض!

ففي الأول من أغسطس عام 1936 وفي افتتاح دورة الألعاب الأولمبية ببرلين، تم نشر أول بث تلفزيوني إلى الفضاء الخارجي والذي يحمل الخطاب الخاص بهتلر في افتتاح الدورة.

البث التلفزيوني الذي أذيع قبل قرابة 80 عاما، كان يحمل كلمات الرجل الأكثر دموية في التاريخ الحديث، فهل يمكننا في المستقبل إقناع الفضائيين أن هذا الدكتاتور لا يمثل البشر؟

فكثير من العلماء يعتقدون أنه لو فرض ووجدت كائنات فضائية عاقلة تعيش في مجرات بعيدة، فإن أول إرسال سيصلها من كوكب الأرض للتعرف عليه، هو البث الخاص بخطاب هتلر.

لذلك قام العلماء في نوفمبر 1974 بعمل بث جديد بتردد اقوي يصل الي 2380 ميجا هرتز بقوة 1000 كيلووات والتي يصل مداها الي اكثر من 20000 سنة ضوئية، للإعلان عن وجود البشر عبر الفضاء في محاولة للحاق بالبث الذي تم عام 1936، في الوقت الذي يرجح فيه العلماء عدم وجود كائنات فضائية على مسافة 40 سنة ضوئية وهي المسافة التي يمكن فيها ان يصل البث ويتم الرد عليه ليصل الي الأرض مرة أخرى.

الرسالة الجديدة المرسلة من الأرض تحمل الكثير من التفاصيل المهمة الخاصة بالبشر كنظام العد العشري وصورة للنظام الشمسي وكوكب الأرض وأيضا الحمض النووي الخاص بالبشر وكلمة مرحبا بأكثر من لغة.

ولكن احتمالية ان يصل البث الخاص بهتلر قبل البث الجديد واردة جدا –مع افتراض وجود كائنات عاقلة- وقد تم مناقشة هذه المشكلة من قبل في فيلم contact والتي استقبل فيها البشر ردا للرسالة وكانت تتضمن إعادة ارسال للبث الخاص بهتلر.

ولكن بعض العلماء يؤكدون عدم قدرة البث الخاص بهتلر من الوصول إلى الفضائيين وذلك لأن البث المرسل هو بقوة 40 ميجا هرتز في حين ان القوة المطلوبة لانتشار البث عبر الفضاء هي 50 ميجا هرتز.

كما إنه لم يكن هناك Antenna للتوجيه حيث كانت تكنولوجيا الاتصالات ضعيفة في هذا الوقت، وبذلك قد لا يصل البث إلى الفضائيين إطلاقا ويكون بذلك الأمل الجديد للبشرية هو وصول بث عام 1974 والذي قد يفتح اتصال بشكل أفضل بين البشر والفضائيين يوما ما، وهو يوم يراه الكثيرون حلما لا يخرج عن كونه “خيال علمي”.