لاشك في أن عمرو دياب هو نجم الغناء الأبرز في مصر خلال السنوات الثلاثين الماضية، ولا ينازعه أحد في هذا، نظرا للنجاحات المتوالية التي يحققها الهضبة مع كل ألبوم غنائي يطرحه أو فيديو كليب أو حتى حفل عابر في الساحل الشمالي.

هو صاحب مشوار فني كبير قدم فيه أعمالاً كثيرة نالت إعجاب الجمهور بمختلف أجياله، وبمرور السنة تلو الأخرى صعد على يديه شعراء وملحنون صاروا الآن الأبرز في عالم الكتابة والموسيقى.

أما عن حياة عمرو الشخصية فهي ملكه، ولا أحد يشكك في ذلك، لكنها أيضا تهم قطاع كبير من الشباب، الذين يعتبرونه قدوة لهم.

لاشك أيضا أن احتفال عمرو الأخير بعيد ميلاده، والتي ظهرت فيه النجمة الشابة دينا الشربيني بصورة مختلفة وملفتة، يؤكد التكهنات حول العلاقة التي تربط بين الهضبة والنجمة الشابة، فيما تؤكد تصريح بعض المقربين من عمرو أن زينة عاشور زوجته، لم تعد كذلك.

المشهور عن دياب أنه تزوج مرتين، فكانت الأولى من النجمة شيرين رضا وهى ابنة الفنان ومصمم الاستعراضات الشهير محمود رضا وانجبت منه ابنة وحيدة هى “نور”، أما الزوجة الثانية فهى السعودية زينة عاشور وأنجب منها توأم هما عبدالله وكنزى وآخر بناته جنى.

أما غير المشهور، أو الذي لم يعلن بصورة رسمية بعد هو زواجه من النجمة دينا الشربيني، وفكرة الإعلان الرسمي من عدمه تشير إلى أمر ما تغير في شخصية عمرو دياب، فلم يكن مشهور عنه أنه يتعمد إخفاء علاقاته.

الأمر الآخر الذي ربما يكون دليل على تغيّر شخصية عمرو دياب خلال الفترة الأخيرة هو الأزمات المتلاحقة مع فريق عمله، لاسيما خلال السنوات العشر الأخيرة.

أول الخلافات كانت مع الشاعر بهاء الدين محمد، الذي كتب للهضبة كلمات العديد من الأغاني التي لقيت انتشارًا واسعًا، لكن الخلافات باعدت بينهما في السنوات الأخيرة، لاسيما مع مفاجأة بهاء الدين محمد من استبعاد أغنيته “قال فاكرينك” من ألبوم “معدي الناس” الأخير لعمرو دياب، بعد أن كان مقررًا أن تصدر ضمن القائمة، وهو الأمر الذي أثار حزن الشاعر.

الخلاف الآخر كان مع عمرو مصطفى الذي أصدر منذ سنوات بيانا كشف فيه تفاصيل خلافه مع عمرو حيث قال “كنا نتعامل بالتنازلات أو التصاريح، بمعنى أنني كنت أكتب تصريحًا أو تنازلاً لعمرو دياب أو الشركة المنتجة له يسمح له بأن يغني الأغنية ويصورها ويضعها في ألبوماته ويبيعها عن طريق (الرينج تون) لصالحه، على أن نتقاضى نحن، (المؤلف والملحن)، مقابلاً ماديًا رمزيًا، علاوة على حق الأداء العلني والطبع الميكانيكي الذي يكفله لنا القانون في جميع أنحاء العالم، فكان هو يجني ثمار نجاح الأغنية من الحفلات والأفراح والإعلانات التي لم يطلب أحد منا مشاركته فيها، رغم أنه حق لنا يكفله القانون أيضًا، إلا أننا كنا نكتفي بجني ثمار الأغاني من الأداء العلني الذي تضمنه لنا جمعية المؤلفين والملحنين بفرنسا، ومن نشرها وبيعها في بلاد أخرى بلغات غير العربية”.

وتابع: “بعد بداية العمل في الألبوم الجديد باهتمام، فوجئنا بالفنان عمرو دياب يصر على أن نوقع على (تنازل وعقد نشر)، وهذا العقد يحرمنا من حق تقاضي مقابل الأداء العلني للأغنية المكفول للمؤلف والملحن بالقانون، كما أنه يمنعنا تمامًا من نشرها وجني ثمارها، وهو ما يعني أن ننساها تمامًا ونمحوها من تاريخنا، فيجني هو حقه في الحفلات والأفراح، ويجني أيضًا حقنا المتعارف عليه في جميع أنحاء العالم، بل يبيع هذه الحقوق لشركة روتانا، لذلك رفضنا وصممنا ألا نوقع على هذا العقد الذي يسلبنا حقوقنا وحقوق أولادنا، وهذا هو سبب الخلاف الحقيقي لكل من يهمه الأمر”.

في يوليو الماضي أنهى عمرو مصطفى خلافه مع عمرو دياب، مقدمًا له اعتذارًا فقال “أنا لازم أعترف بعد اللي وصلت ليه بفضل الله أن عمرو كان سبب كبير في شهرتي، إيمانه بيا وبموهبتي كان دايمًا حافز ليا اني أبدع، عمري ما سمعت أنه قال كلمة وحشة عني لإنه إنسان راقي قبل ما يكون فنان راقي، خلافاتنا كانت بسبب شركة إنتاج مش أي حاجة تانية، كنت ولازلت بتعلم منه وبستنى جديده زيي زي الملايين من جمهوره اللي ذكرياتنا كلها على أغانيه”.

واختلف عمرو دياب أيضا مع الشاعر أيمن بهجت قمر الذي كان بجانب عمرو مصطفى في خلافه مع عمرو دياب، وتخوف من نفس الضرر الذي كاد زميله الملحن أن يتعرض له لو وقع على عقد التنازل، لكنه أشعل الأمر أكثر من رفيقه بتصريحاته تجاه الهضبة، مطالبًا الشعراء والملحنين بعدم التعاون مع عمرو دياب في ألبومه الجديد، محذرًا من نية شركة روتانا طرح ألبومه الجديد في إسرائيل.

في نفس توقيت اعتذار عمرو مصطفى، تأسف أيمن بهجت قمر عبر حسابه بـ”فيسبوك”، وقال “أنا بقالي فترة بفتح صفحة جديدة مع كل الناس عشان كده مش هتكبر النهارده إني اعتذر وأبارك لأخويا الكبير وعشرة العمر الفنان عمرو دياب على الألبوم الجديد”، وتابع “يا عمرو زي أنا ما غلطت في العلن أنا بعتذر لك في العلن، إنت فوق إنك فنان كبير إنت أخ حقيقي على المستوى الشخصي”.

الخلاف الرابع دام سنوات طويلة بين الفنان عمرو دياب والملحن محمد رحيم، لم يكشف الأخير عن تفاصيلها سوى في عام 2014، في حوار فضائي مشيرًا إلى أن السبب هو أغنية “اللي بيني وبينك”، وكشف رحيم أن تلك الأغنية لحنها لعمرو دياب ولقيت إعجابه، ثم وزعها وسجلها بصوته، وبعد الانتهاء من العمل قرر حذفها من الألبوم، حينها سأله الملحن عن رغبته في استلام عقد تنازل، في حال احتياجه لنشر الأغنية في ألبوم جديد، لكن عمرو دياب رفض، واعتبر الملحن الشاب أن الأغنية عادت لملكيته بهذا الشكل، ليمنحها للمطربة الشابة وقتها جنات وتغنيها بصوتها، حتى فوجئ بأن عمرو دياب نشرها بصوته على شبكة الإنترنت.

لم يتخذ رحيم أي إجراء قانوني آنذاك، لكن بعد 4 سنوات من صدور الأغنية قرر مقاضاة الهضبة.

بعد هذه الوقائع، نعود لنطرح التساؤل الهام، هل تغير بالفعل عمرو دياب؟