ما زلت لا أصدق أن السلام الوطني المصري سيعزف في المونديال لأول مرة منذ 28 عاما.. فالتاريخ القاسي لمصر لم يترك لنا مساحة للتفاؤل وإدارك أن الطبيعي لنا أن نفوز ونتأهل في أحد أسهل التصفيات المؤهلة للمونديال، ولكن منذ متى والسهل سهلا لمصر؟

6 محاولات فاشلة منذ فضّت رأس لاعبها حسام حسن بكارة شباك الجزائر وأهدت مصر تأهلا ثانيا للمونديال عام 1990، لكن فرحة اليوم ربما كانت أكثر صعوبة ورغبة بعد اقتراب الأمل كثيرا، ولكن مع ارتفاع الحلم نستقيظ على واقع مؤلم.. مصر خارج المونديال.. حاول التأهل في المرة القادمة..

مش عارف ليه قلبي مقبوض؟ أنا مش متفائل!

منذ بداية تصفيات كأس العالم 1994 وحتى نهاية تصفيات 2014، تجاربنا لا تبشر أبدا بالخير، فالمنتخب المذهل لحسن شحاتة خسر في 2010، ومنتخب الجوهري العظيم فشل في بلوغ كأس العالم 2002، ومنتخب تارديللي لاعب إيطاليا التاريخي لم نبلغ معه نهائيات كأس العالم 2006، أما بردلي ففاز بكل المباريات داخل مصر وخارجها لكنه مني بسداسية من غانا أبعدت عنا كأس العالم 4 سنوات أخرى..

عندما كنت أجلس في ملعب برج العرب في انتظار مباراتنا التاريخية مع الكونغو، لم أستطع أن أمنع كثير من الأفكار التشاؤمية المميتة من الوصول عقلي، والتي مرت كالسحاب القاتم:

1- إعادة مباراة أوغندا وغانا

بعد تصريحاته النارية فور فوزه بمقعد رئاسة الاتحاد الإفريقي أنه لن يتهاون مع التحكيم الإفريقي، وما تلاه من قرار بإعادة مباراة السنغال وجنوب إفريقيا بعد ثبوت وجود تلاعب في نتيجة المباراة، عن طريق الحكم الغاني الشهر جوزيف لامبتي (صاحب واقعة يد إينرامو الشهيرة)، ربما يكون لأحمد أحمد رأيٌ آخر في مباراة غانا وأوغندا.

المنتخب الغاني لم يحتسب له هدفين صحيحين، ربما يجتمع الاتحاد الدولي ويقرر حينها أن المباراة ستعاد لثبوت أي شئ وفي هذه الحالة تفوز أوغندا، وكإنك يا أبو زيد يا غزيت!

2- سقوط الكاميرا على لاعبي الكونغو

قبل بداية المباراة بسويعات، دخل أحد الفنيين وركّب الكاميرا المعلقة في الملعب، كاميرا تعلق من أربعة حبال ربطت الحبال على كشافات الإضاءة وبعض الأماكن فوق الاستاد.. قد تسقط الكاميرا على رأس أحد لاعبي الكونغو وحينها ستعاد واقعة زيمبابوي 1994 حين أعيدت المباراة في فرنسا بسبب طوبة شهيرة من أحد الجماهير، وتعادلنا وخرجنا من التصفيات.

3- الدلع المصري الأصيل

سينزل المنتخب منتشيا ومحتفلا بالتأهل قبل أن يتأهل من الأساس، وفي هذه الحالة سيمنح الكونغو فرصة للسيطرة وربما مباغتة مصر بهدف، سيناريو إفريقيا الوسطى وزامبيا وغيرهم حاضر بقوة..

4- سنوات الكور الضائعة

دخل المنتخب المباراة راغبا في التأهل، وهنا يجوب في خاطري الفيلم الملعون “سنوات الكور الضائعة” والذي خرج للنور قبل مباراة مصر وغانا عام 2013، عن كمية الفرص الغريبة التي أضاعتها مصر للتأهل للمونديال بداية من 94 وحتى 2010، أي تشاؤم هذا أن تضيع مصر كل الفرص في 90 دقيقة وتنتهي المباراة إلى ما أراد الله!

5- الأغاني قد تطيح بمصر من المونديال!

ربما كان السيناريو هذا أكثر تشاؤما، فملعب برج العرب ظل قبيل المباراة وأثناء تسخين اللاعبين وبين شوطي المباراة يذيع أغاني وطنية ذات صوت صارخ، غطى في أوقات كثيرة على هتافات الجماهير، ربما سيحتج حينها منتخب الكونغو ويكتب مراقب المباراة تقريره عن الواقعة، ويقرر الفيفا إعادة المباراة وحينها تلعب المباراة على أرض محايدة. (رغم أن الفيفا لا يجرّم تشغيل هذه الأغاني قبل وأثناء تسخين اللاعبين وبين شوطي المباراة لكن اللعنة على التشاؤم).

ولكن الحمد لله.. خيب الله ظني وظن كل المتشاؤمين، وكانت لأقدام الساحر محمد صلاح كلمة أخرى.